شجرة المحلمية

في قول لأحد المنظرين السياسيين : ( اذا كنت جاهلاً في السياسة اسمع ما يقوله عدوك وخالفه ). قول يصح لمن يجيد التمييز بين الصديق والعدو ، ولكن المشكلة التي نعاني منها في هذه الأيام أنه نبتت بين ظهرانينا ، ومن حولنا مجموعات بشرية فقدت الاتجاه ولم تعد تجيد التمييز بين الصديق والعدو ،

وذلك في غفلة من أولي الشأن التثقيفي والتوجيهي والتربوي والاجتماعي الذين غابوا طوعاً واستهتاراً عن دورهم واستكانوا إلى أمان خادع وتركوا لرياح السموم الغريبة التي تهب ليل نهار ومن مختلف الجهات خارجاً وداخلاً أن تستهدف رؤوساً جرى تجهيل و تسطيح أدمغتها عبر أجهزة التقاط سمعية – بصرية ، تحولت وظيفتها إلى استثارة الغرائز الوحشية . تدخل الأفكار والمشاهد عبرها إلى الرؤوس وتخرج مشوهة ملتوية ، ويتم التحكم بها ، وبردود أفعالها عن بعد بما يشبه التحكم ب " الروبوت " فتنفلت متمردة على النظام والقيم وعلى ما تعارف عليه المجتمع السوري من توادد وتراحم وإلفة . يجري أصحاب هذه الرؤوس ويركضون ويصرخون ويشتمون ويحرقون وقد يقتلون. مستبيحين حرمة الجار والصديق ورفيق العيش المشترك، وقد أصابهم العماء ... عماء البصر والبصيرة ، ففقدوا إمكانية التمييز بين الصديق والعدو، وتحولت مكامن الخير الفطرية إلى نوازع لشر مفاجىء خطير بدأ يرخي بظله على بعض زوايا الوطن ، وأخص بالذكر تلك المجموعات المنفلتة في أطراف بعض المدن والضواحي وبعض التجمعات الريفية الصغيرة التي لم يتح لها أن ترتقي فكريا وثقافياً واجتماعياً وسياسياً، فوضعت نفسها في خدمة الأصوات الناعقة بالشر عبر الفضائيات التي يسيل لعابها لرؤية الدم السوري يقتتل بعضه مع بعض ، وحولتها تلك الأصوات إلى مجموعات مأجورة بامتياز ، تأكل من لحم الوطن الذي تربت وعاشت فيه وتصبح فرجة لمن يتفرج ، ولمن يتوخى الشماتة بهذا الوطن وبهذا المجتمع السوري المتميز ، فضخت في روعها القاصر أن ما تفعله هو سعي إلى الحرية والإصلاح ولكن ... أية حرية وأي إصلاح ؟!! وهل الحرية هي ثواب الاندفاع الأهوج للصراخ : حرية.. حرية.. ولحرق وتدمير ممتلكات الوطن وأبناء الوطن ؟ وهل الركض هكذا في الشوارع كمجموعات منفلتة ضائعة هو مظاهرات تطالب بحرية وبإصلاح ؟!!
أيها السادة هذه ليست تظاهرات ، ويخرج أصحابها والقائمون بها عن أن يكونوا من نسيج المجتمع السوري الواعي والوطني والقومي، والذي على مدى تاريخه أجاد التمييز بين العدو والصديق وتعامل مع كل منهما بما يخدم الوطن ويحفظ الكرامة ...
أيها المضللون : لقد حولتكم بعض القنوات المتآمرة النابحة ليل نهار ، وبعض أصابع الشر الممتدة عبر الحدود إلى مجموعات ضائعة مضيعة تصلح وقوداً لأتونها الناري عبر شاشاتها الشيطانية ، هي تسيء إليكم بالقدر الذي تسيء فيه إلى شعبكم عندما تقدمكم هكذا : تارة بلا رؤوس، وتارة بلا أقدام، وتارة بلا صوت ، وتارة بأصوات ليست هي أصواتكم .... تارة تخطف مشهداً لوجوهكم وتُتبعه بمشهد لأقفيتكم ، وتستثير الجانب المظلم في رؤوسكم بخلفيات موسيقية شيطانية لتسلبكم إنسانيتكم وآدميتكم وتوازنَ العقل
فيكم فتركضون في الأزقة لا ينظمكم إطار موحد. تضربون هنا وتحرقون هناك وتدمرون وقد تطلقون النار وأنتم تصرخون : حرية حرية ... سلمية سلمية .. وكأنكم في أرض ليست أرضكم وفي مدن ليست مدنكم وبين أناس ليسوا من أهلكم فانطلقتم تأكلون من لحمكم وتشربون من دمكم ولا تدركون أنكم بما تقومون به تقدمون أجلّ الخدمات لأعداء الوطن وتحوزون بجدارة ألقاب : ( مخرب .. قاتل .. عميل ... خائن ) وتستجلبون عليكم في قادم الأيام العار الذي يلازمكم مدى العمر ....
ويا ويلي عليكم ، وأنتم تذهبون لارتكاب الشرور بعد الصلاة ،.. وكل الأديان السماوية وأولها الدين الإسلامي الحنيف يقول بالصلاة وطلب المغفرة عما ارتُكب من شر . لقد أدخلوكم في مخالفة صريحة لعلاقتكم ولإيمانكم بالله وبرسوله ، وقلبوا المعادلة بحيث تأتون الصلاة أولاً ثم تذهبون لارتكاب أفعال الشر.. لقد تعاملوا معكم كبسطاء سذّج بلا وعي ولا إدراك . وما هكذا هم السوريون .
لقد كنا طلاباً في الخمسينيات من القرن الماضي ، وقمنا وشاركنا بتظاهرات واحتجاجات ضد الحكومات القائمة ولكن بتظاهرات منظمة واعية تعرف هدفها وتجيد التمييز بين الصديق والعدو ودون أن تطلق النار على أحد أو تقتل أو تحرق بل كانت اذا ما أخطأ أحد رجال الحكومة أو الحكومة تصرخ في وجهها : ( أنتِ يا دار الحكومة يا مقر الخائنين ) وكم من مرة صححت تلك التظاهرات البوصلة التي يجب أن تتوجه دائماً إلى فلسطين وإلى هدف التحرير، تحرير الأرض العربية والعقل العربي من رواسب الجهل والتخلف ، وما زلت أذكر تلك التظاهرات وأنا طالب في إحدى ثانويات حمص كيف كانت قبل الانطلاق إلى أمام السرايا تبدأ بالهتاف المعهود :
في سبيل المجد والأوطان نحيا ونبيد
كلنا ذو هــمـــــة شـــماء جبار عنيــد
لا يطيق السادة الأحرار أطواق الحديد
إن عيش الذل والإرهاب أولى بالعبيد
لا نهاب الزمــان .. إن ســـقانا المحن
في سبيل الوطن ... كـم قتيــل شــهيد

في سبيل الوطن نطلب الشهادة وليس تنفيذاً لتلك الأصوات والرغبات الشريرة التي تأخذنا بعيداً عن الدين الذي نؤمن به وعن الوطن الذي نعيش لأجله ونموت دفاعاً عنه .
آه !! أين أنت يا حمص من تلك الأيام ؟! وكيف نبتت على بعض أطرافك ومن أين جاءت هذه المجموعات الفالتة الضالة والمضللة ؟! ... الأكيد الأكيد أن هؤلاء ليسوا من أبناء ولا أحفاد أولئك ...
وعود على بدء : أيها الأفاضل من كان جاهلاً في السياسة : يسمع ما يقوله العدو ويخالفه، واليوم أعداؤكم ليسوا اسرائيل وأمريكا والغرب الأوروبي فقط .. أعداؤكم أيضاً بعض المخلفات القذرة لأولئك .. قاطعوهم .. قاطعوا قنوات العمالة والخيانة وخالفوهم في كل شيء ...

كلمة أخيرة لأبناء وطني المؤمنين الصابرين : ألا ترون أن عدد الذين يشاركون في تشييع أي شهيد على أرض الوطن هو أكبر من كل أعداد المضللين والضالين الفالتين في بعض أنحاء الوطن والذين نأمل أن يعودوا إلى رشدهم ... إن شأن هؤلاء شأنُ مطلق النار في عرس يثير التوتر والارتباك ولكن سرعان ما يعود أصحاب العرس لاستكمال احتفالهم وفرحهم .... آمين

ضابط سوري
متقاعد

( الخميس 2011/05/26 Syria)

» رسالة ابن سجين سياسي إلى عراعير السياسة

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

اذا كنت جاهلاً في السياسة .....

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني