شجرة المحلمية

المقاربات
والقراءات والتحليلات الأطلسية، والاستشراقية، والضغائنية، والثأرية،
والمرتهنة، والمأجورة، حول الأحداث في سورية، بمعظمها مقاربات رغبوية تدور
في فلك واحد، وعلاقتها بالواقع الحقيقي واهية جداً، وهي تعتمد على ما تريده
وترنو إليه، وتعمل على تسويقه بأنه الواقع الحقيقي..
سـورية...ومجنَّدو.. «الـمارينز الإعــلامي الــعربي» ..بقلم: د. بهجت سليمان N1307512512

سـورية...ومجنَّدو.. «الـمارينز الإعــلامي الــعربي» ..بقلم: د. بهجت سليمان N1307512512

أمّا القراءة أو المقاربة الجاهلة، فليست قراءة، بل جهل مطبق.
كذلك فإنّ كل مقاربة طائفية أو مذهبية للقضايا الاجتماعية والسياسية، هي
مقاربة مغرضة تهدف إلى طمس الواقع الحقيقي والاستعاضة عنه بواقع رغبوي
مشبوه ومُدان، وأكثر ما يرمي إليه أصحاب هذا الطرح (الطائفي أو المذهبي) هو
صرف النظر عن الصراع مع إسرائيل، ونسيانه، وإراحة إسرائيل وطمأنتها، هي
ومَنْ وراءها.. تمهيداً للانتقال إلى صراعاتٍ دينية ومذهبية، عبر إشعال
سلسلة من الفتن، سواء مع دول إسلامية أخرى، أو داخل كل دولة عربية.
ونقطة ضعف هذه المقاربات أنها لا علاقة لها بالواقع القائم فعلاً، بل
بالواقع القائم فقط في عقول أصحابها. كذلك من يبدأ مقاربته، بالحديث عن
تفاصيل أو أجزاء أو أعراض أو تداعيات الأعراض، خارج الإطار المنظومي الكلي،
لما جرى ويجري.. يريد تغييب الموضوع الأساسي وتضييع الحلقة المركزية،
ويتناغم ـ عمداً أو سهواً ـ مع أصحاب مشروع ترويع الشعب السوري وترويض
القيادة السورية وتقويض بنية المجتمع السوري.
أمّا مجنّدو المارينز الإعلامي العربي، فَلَكُمْ أن تتصوّروا ماذا يمكن أن
يقولوا في ستّ فضائيات دولية وإقليمية تُشكّل طليعة شبكة المارينز الإعلامي
العالمي، في حق سورية وشعبها وقيادتها، وفي أربع فضائيات أخرى، قزمة،
ولكنها تكفيرية فتنويّة أو تخوينيّة سوقيّة!!! وماذا يمكن أن يقول عشرات
ومئات الأشخاص المزروعين، من هؤلاء المجندين، في الكثير من جَنَبات الصحافة
المهاجرة والمقيمة وشبه الرسمية والرسمية في عدد من الدول القريبة
والبعيدة.. وفي مختلف الأحوال، هؤلاء يؤدون واجبهم ويقومون بوظيفتهم التي
يتقاضون أجورهم المغرية مقابلها، ومن لا يقوم منهم بواجبه كاملاً، كما
تقتضيه سياسة المحطة أو الجريدة التي يعمل فيها، فإنّ بدلاءه جاهزون للحلول
مكانه في لمح البصر.
وعندما يصبح دور الكثير من وسائل الإعلام، وخاصةً الإعلام الفضائي الواسع
الانتشار، دوراً تضليلياً يجتزئ الأحداث، أو يسيّس قراءتها، ويطمس الحقائق
التي لا تناسب توجهاته السياسية، بل ويشارك أحياناً في تشويه تلك الأحداث
عبر نقلها بأسلوب مشبع بالتأليب والتهويش والتحريض. إنّ إعلاماً من هذا
النوع يخون (الأمانة) الإعلامية، ويفقد صدقيته كاملةً، مهما كان مشهوراً،
خاصةً عند من يتوجه إليهم داخل البلد المعني، لأنهم يعيشون على الأرض،
وقائع وحقائق، معاكسة لما يسمعونه أو يرونه منه.
والمساهمون في (همروجات) التضليل والتزوير والتزييف، حول ما يجري في سورية،
يُنشبون مخالبهم، ويطعنون الشعب السوري تحت عنوان (الدفاع عن الشعب
السوري) أي أنهم يدافعون عن الشعب السوري ويحرصون عليه، تماماً كحرص أحفاد
(سايكس بيكو)، وكحرص جنرالات إسرائيل على دماء الشعب السوري، وكحرص
الظلاميين التكفيريين التدميريين عليه، وكحرص بيادق (العم سام) من دول
ومنظمات ووسائل إعلام مغرضة، على دماء الشعب السوري، وكحرص مجنّدي المارينز
الإعلامي والثقافي العربي المتأمرك والمتصهين، على دماء الشعب السوري!!!
ولا بدّ من التساؤل عن وزن وحجم بيادق البيادق وأدوات الأدوات من (مجنّدي
المارينز الإعلامي) طالما أنّ «المحافظين الجدد» بدءاً بـ (إليوت إبرامز)
وصولاً إلى (فؤاد عجمي) .. وطالما أنّ اللوبي الصهيوني العالمي بكامل عتاده
وعُدّته، وطالما أنّ (ميديا) الغرب الأمريكي والأوروبي، بكامل جاهزيتها
التعبوية والفنية.. وطالما أنّ فضائيات أصحاب السمو، صارت عرّابة للثورات
والانتفاضات، وراعية للحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني،
في كل بقعة عربية ـ إلاّ في ديارها العامرة طبعاً، بغضّ النظر عن أن هذه
الفضائيات تعيش مجتمعاتها في العصور الوسطى، رغم البحبوحة، ويسودها فقه عصر
الانحطاط ـ ... فهؤلاء جميعاً يَفُون بالغرض (وزيادة) .. وكل الجهود
المحمومة التي يتسابق لتقديمها أتباع الأتباع من مجنّدي المارينز الإعلامي
العربي المتأمرك والمتأسرل، في هذا الميدان لا تساوي شروى نقير، وهم كمن
يغنّي في الحمّام، أي يُطرب نفسه فقط، إذا كان صوته شجياً، فكيف إذا كان
صوته منكراً. فَلْيطربوا أنفسهم كما يحلو لهم.. طالما أنّ معلّميهم ومعلّم
معلّميهم (العم سام) قد زجّوا بأنفسهم مباشرة في قلب المعمعة، واعتبروا
الحرب السياسية والإعلامية مع سورية مفتوحة، وكلّفوا زبانيتهم إدارتها، إلى
أن يتحقق، إمّا ترويض سورية أو تمزيق سورية.
وأمّا سورية، شعباً وقيادةً، فلها عدوّ واحد هو (إسرائيل).. ولسورية نهج
واحد، نذرت نفسها له منذ عشرات السنين، هو نهج ممانعة المشروع الامبراطوري
الأمريكي - الإسرائيلي من هيمنته على الوطن العربي، ونهج احتضان المقاومة
العربية والإسلامية التي لم تضيّع السمت، والتي نذرت نفسها لمقاومة العدو
الصهيوني الاستئصالي الاستيطاني العنصري.. أمّا ما عدا ذلك، ومن عدا ذلك،
فسورية لم تقف يوماً ولن تقف عند الأدوات والبيادق الرسمية وشبه الرسمية...
ومن لا يقف عند هذه، هل سيقف عند ما تقوله أو تكتبه بعض بيادق البيادق أو
أدوات الأدوات؟!!، مهما رفعوا عقيرتهم، وعبّروا عن رغباتهم أو إحباطاتهم أو
ارتهاناتهم بحيث ينطبق عليهم قول الجواهري:
ـ فَعَلام يوغل في الحماسة راقص بأشدّ مما ينفخ الزّمار؟
ومتى كانت الآساد والنمور تلقي بالاً أو تعير اهتماماً، للإمّعات أو
الطحالب؟!!. والمعركة ليست مع هؤلاء ولا مع محطاتّهم ولا حتى مع مالكيها ـ
فهؤلاء مغلوبون على أمرهم ـ بل المعركة هي مع من هم وراء البحار، من أدعياء
الديموقراطية المفصّلة حصراً على مقياس مصلحة إسرائيل، والآخرون ليسوا
إلاّ أدوات أو بيادق عَمِلت وتعمل وفقاً لـ «أجندة» «العم سام».
ومع ذلك، فإنّ مجنّدي المارينز هؤلاء، يستمروّن في طعن سورية بخناجرهم
المسمومة، ولا يتركون وسيلة متوافرة بين أيديهم، إلاّ ويستخدمونها ضد سورية
والقيادة السورية.. ثم يبدؤون بالشكوى بأنّ بعض وسائل الإعلام السورية
تهاجمهم، وكأنها يجب أن تشكرهم على ما قاموا ويقومون به من مواقف شائنة
وأقوال بائنة بحقّ سورية والسوريين!!! ويبدو أنهم يرون أنّ من حقّهم أن
يقوموا بكل ما يريدونه ضدك، لكن ليس من حقّك أن تعترض على ذلك، أليس هذا هو
مفهومهم للديمقراطية وحرية الرأي؟!!
واستكمالاً لذلك يفرك مجنّدو (المارينز الإعلامي العربي) هؤلاء، أيديهم
فرحاً، ويصدرون أحكاماً قاطعة، بين آونة وأخرى، بأنّ النظام تهاوى في
سورية، أو في طريقه إلى ذلك.. وكلما مضى الزمن ولمسوا بأنّ أوهامهم لم
تتحقق على أرض الواقع، وأنّ النظام السياسي أكثر مناعةً، وأنّ البؤر
المسلّحة ـ التي (ربوّها على الغالي) في ساعات غفلة من بعض الجهات المناط
بها، اليقظة وعدم الغفلة ـ تترنّح واحدة تلو الأخرى، وأنّ أحداث الشغب التي
يُحرّكها ويموّلها ويسلّحها أسيادهم وأسياد أسيادهم، في مناطق طرفية وفي
بلدات متناثرة، وأنّ الاحتجاجات الطيّارة المفبركة خصيصاً للتسويق الإعلامي
الفضائي المغرض.. كلها لم تسعفهم.. فيطير صوابهم ويزداد كيدهم، ويتسابقون
في رفع وتيرة الهجوم على سورية، تعويضاً عن فشل أسيادهم في الخارج،
ومرتزقتهم في الداخل، في تحقيق ما أرادوه.
يكفي أن يتابع المرء إعلام بعض البلدان الشقيقة، داخل حدودها وخارجها، التي
تَبُزّ البلدان الاسكندنافية بديموقراطيتها!!! لكي يعرف دور الأدوات
والبيادق ولهاثهم، للإلتحاق بالحرب الكونية الأطلسية الصهيونية، بشقيّها
الإعلامي الخارجي، والظلامي التكفيري التدميري الداخلي، المتآلف والمتحالف
مع الزمر المأجورة والمرتهنة، المستميتة لزعزعة النسيج الاجتماعي السوري
وتمزيقه بالقوة وبالابتزاز وبالترهيب وبالتهويل، وتسمية ذلك (انتفاضة) أو
(ثورة)... وإذا كان لنا أن نقول كلمة، فلا نقولها لهؤلاء، لأن هؤلاء لا
حَول لهم ولا طول.. لكننا نقول كلمة (تعجّب) لأصحاب بعض الأقلام الوطنية
الشريفة الذين انزلقوا للانخراط في هذه الحرب تحت عنوان (رفض سفك الدماء)
وكأنهم يجهلون أن من يريد سفك الدماء هم أولئك المرتهنون المأجورون، الذين
عملوا ويعملون على استسقاء الدّم، أو كأنهم يجهلون أنّ الحزم والحسم
وحدهما، يضعان حداً لسفك الدّماء، ووحدهما الكفيلان بعدم انزلاق الأمور إلى
خسارة مئات آلاف الضحايا مستقبلاً في المنطقة، بدلاً من مئات الضحايا
راهناً، إذا لم يوضع لهؤلاء حَدّ.
كما أننا نقول، وبصوت عالٍ: (العار والشّنار) لأولئك التعساء من بعض النخب
الثقافية والإعلامية ـ داخل سورية وخارجها ـ الذين يتوهّمون ويراهنون على
إمكانية استنبات (ثورة) أو (انتفاضة) أو (حرية) أو (ديموقراطية) من رحم
القوى الظلامية التكفيرية التّدميرية، ومن رحم الزمر والمجموعات والعصابات
المسلّحة، ومن رحم تنظيمات المجرمين القتلة السّفاحين المبثوثين في أماكن
مختلفة من الربوع السورية.
(العار والشّنار) لهؤلاء المتباكين على الدماء السورية، الذين يذرفون دموع
التماسيح، ويساهمون، بمواقفهم الزئبقية الانتهازية الكيدية، التي تتموّج
حسب «بارومتر» أصدقاء وحلفاء وداعمي ومحتضني إسرائيل في الغرب الأمريكي
والأوروبي.. والذين يشاركون، عضوياً، في سفك الدماء السورية، عبر إخفاء
وتمويه مواقفهم المخزية والشائنة هذه، بادّعاء الرقّة والإنسانية والإحساس
المرهف والحرص الزائف على وقف سفك الدماء، وبادّعاء الدفاع عن حقوق
الإنسان.
(العار والشّنار) لمن لم تتحرك فيهم ذرّة إنسانية واحدة، للجريمة النكراء
التي ارتكبتها التنظيمات الإجرامية المسلّحة في «جسر الشغور» وقتلت فيها
أكثر من مئة وعشرين إنساناً سورياً من قوى الأمن الداخلي، ومن موظّفي
الدوائر العامّة في يوم واحد.
(العار والشّنار) لأولئك الذين يحتسبون أنفسهم مثقفين، ثم يقبلون بأن
يصبّوا، بمواقفهم، الماء في طاحونة من يشنّون حرباً كونية ضد سورية الشعب
والقيادة، ويتبرقعون بعناوين إنسانية زائفة، تفضحهم أكثر مما تسترهم.. ـ
كعنوان (أوقفوا حمّام الدّم في سورية) في الوقت الذي تُساهم فيه مواقف
هؤلاء المُدانة، في تأجيج حمّامات الدّم في سورية بدلاً من إيقافها ـ
ويساهمون بكل ما يستطيعون، في التستّر على ما تقوم به العصابات والتنظيمات
المسلّحة الإجرامية التي سفكت وتسفك دماء السوريين، عبر تسويقهم بأنهم
(سلميون) و (منتفضون) و (ثوار)!!!
وأخيراً، ليست المرة الأولى التي تتوجّه فيها سيوف بعض بني جِلْدتنا إلينا،
ولن تكون الأخيرة.. والسوريون يعرفون كيف يبنون وطنهم ويديرون بلدهم،
وليسوا بحاجة لوصفات طبية سياسية مستوردة، بل لديهم من القدرة على الصناعة
الدوائية السياسية الوطنية، ما يفيض عن الحاجة.. وسيستمر الشعب السوري،
بأغلبيته الكبيرة، في التفافه حول قيادته الوطنية، ولن يألو جهداً في تحويل
الأزمة إلى فرصة، لتعود فيها سورية أقوى وأصلب وأمتن وأمنع مما كانت،
بمّراتٍ عديدة.
كلمة أخيرة: يبدو أنّ هذا الصهيوني الجديد (خليفة بيكو) في دبلوماسية
«عاصمة النور» يظن نفسه (الجنرال غورو) في دمشق، أو يتوهّم أنه ناطق باسم
الشعب السوري، أو أنّ شرعية القيادة السورية مستمدّة من عواصم الاستعمار
القديم والجديد. وسيعرف هذا الصهيوني، عاجلاً وآجلاً، أنّ الشعب السوري
وحده من يمنح الشرعية، وأنّ رموز الاستعمار القديم والجديد هم آخر من يحقّ
لهم في هذا العالم، التّحدّث باسم الشعوب العربية.

( الأربعاء 2011/06/08 Syria)

» "ويكيليكس" عن الحريري: ميشال سليمان متواطئ مع سوريا و"حزب الله
» معجزات النبي سليمان عن الجن والنملة والعرش
» الشاعر سليمان محمد نحيلي.. في جدليات الحضور والغياب

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

سـورية...ومجنَّدو.. «الـمارينز الإعــلامي الــعربي» ..بقلم: د. بهجت سليمان

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني