[

24/08/2011
صالح سلمان
إن ما يجري في الوطن العربي من (ثورات)هوكلمة حق يراد بها باطل ، إن الغرب الاستعماري الجديد لا يريد لنا ديمقراطيات ولا حرية ، لماذا لأن ذلك يزيدنا قوة ومنعة ضده ، فبقدر مانصبح أحراراً بقدر ما نصبح أقوياء وهل تصدقون أن هذا الاستعمار يريد لنا القوة ، لكن كيف له أن يدخل إلى عقولنا فطرح هذين الشعارين على بعض شعوب المنطقة التي يخشى منها أن تكون قوة مستقبلية فيقسمها قبل ذلك لكونتونات طائفية ومذهبية وعرقية لتبقى ضعيفة هزيلة فيسهل عليه نهب ثرواتها وإبقاءها تدور في فلكه ، وخادمة لإسرائيل ، فانخدعت الشعوب بكذبته وخرجت لتحقق له ما يريد دون أن تدري أنها تحفر قبورها بأيديها ، وخرج معها من هم عملاء مباشرون للإسراع في القضاء على تلك الدول فحملوا السلاح الذي أرسلته لهم الدول الاستعمارية بطرق مباشرة وغير مباشرة ، كما يحدث عندنا في سورية ، لإنه لو أن هؤلاء الخونة المتحركون بالأسلحة يريدون إصلاحاً لرجعوا إلى بيوتهم منذ أن بدأت الدولة السورية بالاستجابة لكل المطالب المحقة الأولى ، وأصدرت التشريعات المختلفة التي تجعل من سورية ليست منتقلة إلى الديمقراطية والحرية وحسب بل ستكون معلمة لأمريكا والغرب لهذين المبدأين ، لأن ما صدر من تشريعات في هذا الشأن في سوريا غير موجود عندهم في الأصل ، وهم أي من يحركون الشارع السوري من الخارج يعلمون هذا تماماً ومع ذلك يحرضون على التظاهر واستخدام العنف ضد الدولة والشعب ، ليس لأن الإصلاحات لم تحصل بل لإسقاط الدولة إن استطاعوا، وهذا يدلل بشكل قاطع على أن التحرك في سورية هو مؤامرة لتقويض أخر محور ممانعة في المنطقة العربية ضدهم وضد إسرائيل ، وليس لنشر الديمقراطية كما يدّعون هم وعملاؤهم في الداخل السوري أو العربي فهل تصدقون أنهم يريدون لنا الخير ؟ ودليل آخر يثبت المؤامرة هذه هو أنه كان الأحرى بهم أن يفعلوا هذا في السعودية مثلاً التي لاحرية فيها ولا ديمقراطية والكبت بالقوانين والفتاوى فيها تخنق المواطنين ، وأحد الأمثلة على ذلك القضية الشاغلة لكل نساء السعودية وهي منعهن من قيادة لسيارات ، وهذا من قبيل المثال على ما يعاني منه الشعب السعودي وليس الحصر ، لأن هناك كثيراً من الممارسات على الشعب السعودي ضد حريته دن أن يجرؤ أحد على معارضة الدولة ، وآخر ممارساتهم القمعية هي إصدار شيوخهم فتوى بتحريم التظاهر عندما أراد البعض القيام بذلك ، والتحريم هذا شرعاً يعني أنه يجوز للدولة السعودية استخدام كل الوسائل لمنعه حتى القصف بالطيران لمن يريد مخالفته ، لأنهم يحكمون بأمر الله على حد كذبهم ، فالفتوى ملزمة للجميع ، ومع ذلك لم يقل الغرب كلمة واحدة ضد هذا القمع وهذا التحريم في السعودية ، وبنفس الوقت يطالبون وحتى السعودية بحرية التظاهر في سورية ويمنعونه عندهم ،هل هناك وقاحة أعظم من ذلك ؟ أليس هذا دليلاً واضحاًللأعمى والأصم أنها مؤامرة على سورية وليس لنشر الديمقراطية والحرية ، ومما يثبت ذلك أنهم زادوا الضغط علينا بعد أن رأوا أن سورية بتشريعاتها الجديدة ستصبح الأولى في منح الحريات وممارسة الديمقراطية بعد سنها أرقى تشريعات لذلك . فيا أيها المغرر بهم تدرون أو لا تدرون إنكم ذاهبون للموت والدمار بأيديكم لأن تخريب بلدنا كما هو مرسوم لها من قبل المستعمرين الجدد لا سمح الله سيأتي على الأخضر واليابس وسيأتي أول ما يأتي على من كان وسيلة بأيديهم ممن يستخدمون السلاح ضد الدولة والمواطنين وهو أنتم ،لأنه في غياب الدولة واستبدالها بالفوضى (الخلاقة) التي أرادوها لنا هي الفوضى التي لا تبقي ولا تذر ، وستأتي نيرانها على الجميع على حد سواء ، فهل تفيدكم دولاراتكم يا من قبضتم تلك الدولارات لتخريب أنفسكم وأولادكم وبيوتكم وأهليكم وأقاربكم ؟ اصحوا أيها الأغبياء وعودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان ، ولا تكونوا خدماً للاستعمار ومنفذين لمآربه عن عمى وغباء فتهلكون وتهلكون الآخرين ، وتوبوا إلى الله لأن خير الخطائين التوابون ، ولا تصدقوا كذبة أنكم تقاتلون ضد طائفة أخرى كي تغنموا بجوائز الاستعمار ، بل سيقضي عليكم وعلى غيركم إذا لا سمح الله نجحت مؤامرته، فتكونون حفرتم قبوركم بأيديكم ، فالوطن هو للجميع على حد سواء ولا أحد له فيه أكثر من الآخر بشرط أن يؤدي المواطن ما عليه من واجبات فيحصل على قدرها من حقوق ، ولا يستطيع أحد إلغاء الآخر ، وخير مثال على هذا ما حدث لجيراننا في لبنان ، فقد اقتتلوا طائفيا خمس عشرة سنة وفي النهاية عادوا كما كانوا لم يستطع أحد إلغاء الآخر ، ومن لا يتعظ بغيره فهو أعمى وغبي ، وأخيراً : المسلم من سلم الناس من لسانه ويده إذا كنتم مسلمين أيها المتآمرون والمغرر بكم . size=24][/size]