شجرة المحلمية

خوفاً من الفضيحة......سوريات وخليجيات يطرقن باب العيادات النسائية السورية لإجراء عمليات ترقيع
(– تحقيق: بثينة عوض)
لحظة مرعبة، تلك التي مثلت فيها /س.ع/ أمام القضاء لسرد تفاصيل إجرائها عملية ترميم لغشاء بكارتها، لحظة تماثلت في (قرفها) مع إحساسها بوخز الإبر، فيما طبيب النسائية يرهقها بأسئلة مشابهة لأسئلة القضاة.
في الحالتين كان عليها الاعتراف بسر لطالما حرصت على إخفائه حتى كُشف المستور، و(س.ع) التي أملت بالسترة، فقدت عذريتها إثر علاقة جنسية بشاب سرعان ما تخلى عنها لاحقاً، لتجد قضيتها طريقها إلى المحاكم، بعد أن سطّر زوجها شكوى "غش" بحقها، كيف لا وقد اكتشف أنها عذراء بخيط وإبرة.

وقضيتها واحدة من خمس قضايا ترد المحكمة السورية سنوياً كحد أقصى، غالباً ما يكون المشتكي فيها هو الزوج، وفقاً لأحد القضاة في قصر العدل يقول: "لا يزيد عدد الدعاوى عن الخمس، ومعظم الفتيات ينتمين لبيئات فقيرة أثبتت فحوصات الطبابة الشرعية إجراءهن لعمليات ترقيع".

على أن أضعاف هذه القضايا تحاط بالتكتم والسرية، بسبب تركيبة المجتمع وثقافة العيب، وتبقى العيادات النسائية هي الشاهد الوحيد على حالات تسجل ارتفاعاً ملحوظاً، فحوالي خمس فتيات يراجعن يومياً عيادة الطبيب إسكندر سعيد (اختصاصي في التوليد وأمراض النساء) الذي يؤكد أن السنوات الخمس الأخيرة، شهدت تضاعفاً مرعباً في أعداد الفتيات اللواتي يرغبن بإجراء عمليات مماثلة، والأغرب من ذلك هو استعدادهن لدفع أي أجر يحدده الطبيب ثمناً لاستعادة عذريتهن المفقودة.

تجارة رابحة مئة بالمئة
من هنا، تحولت عمليات الترميم إلى بورصة ترتفع فيها الأسعار حسب العرض والطلب، فالطبيب (الطرف الأقوى) يفرض شروطه المادية مستغلاً ضعف المرأة وقلة حيلتها.
وما يشاع اليوم عن أجر يعادل (5000) ليرة سورية لعملية من هذا النوع، تضاعف لعشر مرات في سجلات القضاء، إذ تقاضى أحد الأطباء، وكما هو مدون في الشكوى المسطرة بحقه أجراً بلغ (5000) ليرة سورية، في حين يؤكد المصدر ذاته في قصر العدل وجود أطباء نسائية وصلت أجورهم لـ(100000) ليرة سورية تقاضوها قبل إجرائهم للعملية.

لتتحول العيادات النسائية إلى مرتع للسمسرة والمفاصلة كحال أي سوق تحكمه رائحة المال، إذ يندر أن تجد طبيباً لم يترك بصمته الخاصة في عمليات الترميم، وهي التجارة الرابحة مئة بالمئة.
يقول الطبيب إسكندر: "إننا نقدم خدمة للمريضة، وما نتقاضاه من أجر مهما كان مرتفعاً أهون من الفضيحة الاجتماعية التي ستلاحقها طوال عمرها، ثم إن الأجر يؤخذ بالاتفاق مع المريضة وبملء إرادتها".
وأي إرادة هذه، إنها إرادة المغلوب على أمره، فإما الفضيحة، أو الإذعان لتسعيرة الطبيب الخلبية، وصولاً لمحاولة بعض الأطباء التحرش بالمريضة، وهذا ما حدث مع إحداهن، لتتفاجأ بالطبيب وهو يقول: (مرة زيادة لا تقدم ولا تؤخر)، بدوره يؤكد الطبيب إسكندر ما سلف ذكره، إذ تراجعه نساء عدة يسردن قصصاً وقصصاً عن مواقف مشابهة تعرضن لها، بمجرد معرفة الطبيب أنهن فاقدات للعذرية، إلا أن معظمهن يمتنعن عن تقديم شكوى بحق الطبيب تداركاً للفضيحة.

لوي ذراع وكسر عظم
وهو التوصيف الأنسب لما يحدث في العيادات النسائية، بحسب أحد أطبائها (رفض ذكر اسمه) معتبراً إجراء الطبيب لعملية رتق أمراً مخالفاً لأخلاقيات المهنة، وينطوي تحت بند الغش والتدليس، ما يُعرّض الطبيب للمساءلة في حال كشف أمره.
إلا أن سجلات نقابة الأطباء ما زالت بيضاء ناصعة، ويبرر ذلك نقيب أطباء دمشق بسرية الاتفاق المبرم بين الطبيب والمريضة لإجراء العملية، على اعتبار أن مصلحة الطرفين تقتضي ذلك، أما في حال قدمت شكوى غش بحق أحد الأطباء فتتم إحالته لمجلس تأديبي، ويغرم بمبلغ يتناسب والأجر الذي تقاضاه.

وسرعان ما لحقت المشافي بالركب، بعد أن أغراها الكسب السريع من عمليات الترميم، لتنافس بذلك العيادات وتقاسمها الأرباح على مضض، وبما يؤثر ربما على عمل الأخيرة، وخاصة أن إجراء العملية في مستشفى خاص أكثر أماناً من ناحية العقامة، وتدارك المضاعفات الصحية الناتجة عن العملية، و60% من النساء يعانين من حالة هلع وخوف قبل رتق غشاء البكارة، ما يعرضهن لمشاكل صحية أثناء التخدير قد تؤدي لتقبض قصبي أو لنزيف يفضي بدوره للموت، وفقاً لخبرة الطبيب إسكندر، وما توفره المشافي الخاصة من أمان لحياة المريضة (مقبوض الثمن) في فاتورة مضاعفة لا يعفيها من خرقها للقوانين الطبية، واللافت أن مديرية المشافي في وزارة الصحة بإيقاعها البطيء، لا تتحرك للرقابة إلا بناء على شكوى، الأمر الذي يفسر استغراب الطبيب هشام ضويحي (مدير مديرية المشافي في وزارة الصحة) من إجراء عمليات كهذه في المشافي الخاصة، يقول: "إنها المرة الأولى التي أسمع فيها عن مخالفات من هذا النوع، فما يردنا من شكاوى له علاقة بالتسعيرة والأخطاء الطبية فقط".

أهلاً بالعملة الصعبة
ولم تعد تقتصر عمليات الترقيع على السوريات فقط، فيطرق باب العيادات النسائية السورية خليجيات بغية إجراء تلك العمليات،حيث قطعت عيشة.ا" ذات الجنسية الإماراتية مسافة طويلة للوصول إلى عيادة أحد أطباء النسائية في سورية، بغية إجراء عملية "ترقيع" تحميها من الفضيحة وتعيد لها عذريتها المفقودة كما تقول "القوانين الإماراتية تحظر إجراء عمليات جراحية للفتيات العذراوات بهدف ترقيع غشاء البكارة لديهن، إلا أن بعض العيادات الخاصة في دبي تزاول هذا النشاط، ولكن إجراء مثل هذه العمليات في بلد آخر يعتبر أكثر أمانا، ويصبح افتضاح الأمر صعبا للغاية، فضلاً عن كون الأطباء السوريين أكثر مهارة من الإماراتيين".

عيشة التي قصدت سورية ظاهرياً بغرض السياحة حصلت على رقم أكثر من "طبيب نسائية" سوري من مواطنتها ".خ" التي خضعت لذات العملية وعلى يد ذات الطبيب لقاء 10 آلاف درهم إماراتي (نحو 2800 دولار أمريكي)، وهو أجر يعتبر مرتفعاً جداً قياسا لسعر العملية المتعارف عليه في سورية 100$، ومبرر هذا الارتفاع وفقا للطبيب اسكندر سعيد (اختصاصي في التوليد وأمراض النساء) هو إقبال الخليجيات على عمليات الترقيع في سورية، وخصوصاً خلال السنتين الماضيتين، حيث تراجع عيادته شهرياً أكثر من عشرة نساء من دول خليجية عدة لذات الغرض، ويبدين استعدادهن لدفع أي أجر يحدده الطبيب ثمناً لاستعادة عذريتهن المفقودة "إننا نقدم خدمة للمريضة، وما نتقاضاه من أجر مهما كان مرتفعاً أهون من الفضيحة الاجتماعية التي ستلاحقها طوال عمرها، ثم إن الأجر يؤخذ بالاتفاق مع المريضة وبملء إرادتها".

وما قاله الطبيب اسكندر ينال رضا وموافقة معظم أطباء النسائية اللذين يجدون في إعادة العذرية باباً واسعاً للربح، سيما وأن "الزبونة" الخليجية دسمة على حد تعبير أحد الأطباء، ما دفعه لرفض استقبال السوريات والامتناع عن أجراء العمليات لهن!

غايات أخرى
حياة عيشة ستتغير بعد إجراء العملية، فهي تستعد لأن تصبح عروساً ولكن لغير الرجل الذي أفقدها عذريتها وتوارى عن الأنظار، وهو سوري الجنسية كما تروي "أنا الآن مقبلة على الزواج، ولولا إجراء عملية ترقيع لافتضح أمري".
وتقول فتاة أخرى بحرينية خضعت مؤخراً لعملية ترقيع استغرقت ساعتين في سورية "أشعر أن حالتي مستقرة، وما دفعته من مبالغ لا يعادل حجم الرعب الذي تملكني لمدة عام كامل وأنا مترددة بولوج عيادة نسائية في بلدي، وكان الفَرَج حين سمعت صديقة والدتي وهي تحدثها عن قصدها مرتين لطبيب سوري وآخر لبناني لإجراء ذات العملية".

وبالفعل يؤكد الطبيب اسكندر إجراء نساء خليجيات متزوجات لعمليات ترقيع في سورية رغم أن القوانين الإماراتية لا تحظر عملية ترقيع البكارة للمتزوجات، وذلك بسبب ثقتهن بالأطباء السوريين، أما خضوعهن للترقيع فبهدف زيادة الاستمتاع والإثارة "بعض الزوجات يجرين عمليات جراحية لإعادة غشاء البكارة حتى يشعر الزوج بأنه يدخل بزوجته من جديد، وليستعيدا ذكريات الليلة الأولى أثناء فضه لغشاء بكارتها، وهؤلاء النسوة يأتين برفقة أزواجهن، وعددهن كبير".

وتتحدث العديد من التقارير عن انتشار ظاهرة الترقيع في سورية، لدرجة نجحت معها في استقطاب فتيات من مختلف الدول العربية، قصدنها بهدف الترقيع فقط، فالآن يعتمد العديد من الأطباء على فتيات يدفعن بالدولار، وقد فضلن إجراء العملية بعيداً عن بلادهن وما تدفعه زبونة دسمة يغني الطبيب عن أجر عشر عمليات أو أكثر يجريها لبنت البلد.

إذاً العيادات النسائية استقطبت القاصيات والدانيات، وخصوصاً أن القيم المجتمعية العربية لا زالت تجد في غشاء البكارة مقياساً للعفة، في حين تزداد أعداد الفتيات الفاقدات للعذرية واللواتي لا يجدن مخرجاً من أزمتهن سوى بالإقبال على عمليات الترقيع وفقاً لـ(توفيق داوود) أستاذ علم الاجتماع بجامعة دمشق، فبرأيه اعتراف المرأة بفقدانها للعذرية قد ينتهي في معظم المجتمعات العربية بجريمة شرف، لغسل العار الذي لحق بالعائلة.

فتاوى تحلل وأخرى تحرم
في الوقت الذي أجاز مفتي مصر علي جمعة إجراء عملية ترقيع غشاء البكارة للنساء لأي سبب كان قبل الإقدام على الزواج مؤكداً أنه أمر مباح بقوله: (إذا كانت عملية ترقيع الغشاء تؤدي إلى ستر المرأة فإن الإسلام يبيح ذلك)، صدرت فتاوى عدة خلصت إلى تحريم الترقيع معتبرة الفتوى السابقة مدعاة للرذيلة والفاحشة.

وهكذا أفرزت فتاوى جواز الترقيع جدالاً واسعاً بين رجال الدين، في حين لم يكن لدار الإفتاء في سورية (الملتزم الصمت) أي مشاركة، فلم يحلل ولم يحرم، وفي محاولة لمعرفة موقف مركز الدراسات الإسلامية من فتاوى الترقيع أجاب د. محمد حبش بأن مقاصد الشريعة تتجه إلى حماية عفاف المرأة، والتهاون في إطلاق الفتاوى سيؤدي للتهاون بالقيم المجتمعية، فرتق غشاء البكارة غش وتدليس وجريمة إنسانية، رافضاً فتح باب الإفتاء بالمطلق فيما يخص عمليات الترقيع، ويوافقه الرأي الأب نزار مبادري، فالدين المسيحي حرم إجراء هذه العمليات كونها تدنس قدسية الزواج وتؤسس للخداع والتضليل.

إلى التراب
وغالباً ما تعاني المرأة قبل وبعد إجراء عملية الترقيع من اكتئاب يرافقه خوف وقلق من اكتشاف أمرها، فبرأي الطبيب تيسير حسون (أخصائي أمراض نفسية) تعيش هذه المريضة اختلالاً ذهنياً ناتجاً عن خرقها للقيم المجتمعية، بعد أن فرطت بالحارس المنيع للعفة، ما يدخلها في دوامة من الاضطرابات النفسية قد تلاحقها لسنوات طوال.

اكتئاب مزمن، هذا ما تبقى لـ(س.ع) والتي ما زالت تجاهد لإغلاق باب الذكريات المرة، في كل مرة تطرق فيها باب عيادة الطبيب النفسي، إلا أن نظرات الجميع من حولها تذكّرها بأنها /الساقطة/ التي ضربت بشرفها وشرف عائلتها عرض الحائط، موصومة بعار سيرافقها إلى التراب.

» خوفاً من العنوسة... سوريات يرفضن المهور!
» عمليات زراعة شعر الرموش ستتفوق على عمليات التجميل الأخرى
» بعض صالونات الحلاقة النسائية تتحول إلى بيوت دعارة

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

خوفاً من الفضيحة......سوريات وخليجيات يطرقن باب العيادات النسائية السورية لإجراء عمليات ترقيع

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني