في إحدى قرى محافظة "الحسكة" المميزة والتي تدعى "تل جميلو" ولد
الشاعر السوري "إسحق قومي" في سنة 1949م، وبعد حصوله على إجازة جامعية من
قسم الفلسفة والدراسات الاجتماعية والنفسية في جامعة "دمشق" تحوّل إلى
التدريس في المراحل: الابتدائية، الإعدادية، الثانوية، ومعاهد الصف الخاص
والمدرسين كمدرس للتربية العامة وعلم النفس ومن ثم نائباً لمدير معهد إعداد
المدرسين ورئيساً للدروس المسلكية لعام 1988م.
«تفتحت
قريحتي منذ ربيع عام /1966/ حيث كتبت الشعر والقصة والرواية، ونشرت منذ عام
/1970/م في أغلب الصحف السورية "الطليعة"، "الثورة"، "تشرين"، "مجلة
المعلمين"، "الطفل العربي". شاركت منذ بداياتي في أكثر من عشرين برنامجاً
إذاعياً للشبيبة والطلبة، كما شاركت بأمسيات تلفزيونية برنامج "قناة 99"
وكان لي ظهور تلفزيوني في زاوية "شعر" ببرنامج الشبيبة لعدة مرات.. كما
شاركت في أغلب الأنشطة الشعرية والمهرجانات في محافظة "الحسكة" منذ
السبعينيات من القرن الماضي وعلى مستوى سورية».
ومن دواوينه الشعرية التي كانت بدايات لتجربته والتي حُرق بعضها ونجا البعض
الآخر من الحريق: "فاديا"، "البنفسج المبلل بالدموع"، "ابتسامات الأمس
الساخرة"، "ليس عندي قمر".
في شهر أيلول من عام /1988/ م هاجر "قومي" إلى الولايات المتحدة الأميركية، وزاول هناك أعمالاً حرة، ولم يمنعه
|
الشاعر "إسحق قومي" |
سفره إلى بلاد العم سام من استمرار نشاطه الأدبي فحرّر الصفحة
الثقافية في صحيفة "الاعتدال" في ولاية "نيوجرسي"، كما حرر في صحيفة
"الهدى" اللبنانية.
انتقل بعدها إلى العمل الإذاعي حيث كان أحد أفراد أسرة برنامج "القافلة كروان" الإذاعي في نيوجرسي "ساوث أورنج" لمدة ثلاث سنوات.
تقدم "إسحق قومي" بعرض للعمل في إذاعة صوت أميركا "القسم العربي" وشارك في
أميركا بمسابقة للشعر باللغة الإنكليزية بقصيدة كان عنوانها "آي ول ستل
سنك" في مسابقة "ترجرد بويمس أوف أميركا" عام /1991/ م.
وكان له دوره الإعلامي بين الجالية العربية حيث قدم أكثر من مطرب ومطربة
على مسارح الغناء في "نيوجرسي" أهمهم المطربة "دلال الشمالي".
وعن هجرته تحدّث: «في عام 1991 م غادرت الأرض الجديدة قادماً باتجاه الغرب
حيث استقريت في "ألمانيا" وماأزال مقيماً فيها. كانت لي مشاركات في عدد من
الصحف التي تنشر بالعربية مثل "التقدم شوشوطو"، و"آرام" و"بهرو سريويو"،
و"فرقونو"، ومجلة "شورايا البداية" و"المستقبل" الكندية و"بنيونو" الكندية،
و"دروب" و"وتركيت"، و"المربد" و"صخب أنثى". كما كان تواجدي على أغلب
المواقع العربية على شبكة الإنترنت حيث كتبت مشاركات في منتديات "النيل
والفرات" و"أصوات الشمال"، "أوروك الجديدة"، و"تجمع شعراء المغرب"
و"الموقد" و"السرياني الحر" و"المحطة" و"موقع بانياس الساحل" وموقع "النور
والنوراني" و"الحوار المتمدن" وغيرها».
|
إحدى الأمسيات في الولايات المتحدة |
أول مجموعة شعرية طُبعت له كانت في عام /1983/ م بعنوان: "الجراح التي صارت
مرايا"، تبعها في عام /1984/ م بمجموعة للأطفال بعنوان "أغنيات لبراعم
النصر"، ومن ثم ظهرت غزارة المنتج الأدبي المميز فتبعها بعدة مجموعات شعرية
منها "مواويل في سجون الحرية"، "العاشقة القديمة منى"، "قمر يا قمر"، "غني
للبشرْ"-(للأطفال)، "مواسم الحصادْ"، "الشاعر والمقصلة"، "نبوءات العهد
البابلي"، "أناشيد لآلهة الخابور القديمة"، "زورق على نهر الراين"، "لماذا
بكت عيناك؟".
ولعل الحادث الأبرز في حياة الشاعر "إسحق قومي" هو وفاة شقيقه الشاب الشاعر
"عبد الأحد قومي"، حيث رثاه في مجموعتين حملت المجموعة الأولى عنوان "عبد
الأحد قومي شراعُ في مدى القصيدة"، أما الثانية فكانت بعنوان "الموت في
المنافي البعيدة".
"إسحق قومي" لم يبرع فقط بالشعر العربي بل كتب الشعر أيضاً باللغة
الإنكليزية والألمانية وله ديوان بعنوان "آي ول ستل سنك" ويعني "أنا سوف
أبقى أُغني".
ومن أعماله في أدب الأطفال مجموعة "الأزهار تضحك مرتين"، ومخطوطات روائية
تحت الطبع بعنوان "دموع تأكل بقايا صمت"، "عاشق أُختي"، "المسافر إلى
الفراغ"، "كان اسمها سونا"، "في الطريق إلى الزللو"، "المستحيل كان
جنوناً"، "جلجامش يعود ثانية"، "المحطة"، "أنا وأهلي على ضفة الهاوية".
ويخبرنا "قومي" عن حنينه: «على الرغم من أنني غادرت مدينتي "الحسكة" إلا أنني
|
مع بعض الأصدقاء في المهجر |
لم أنقطع عنها وعن تاريخها العبق، فكان لي عدد من
البحوث التاريخية في كتب منجزة: "القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة
السورية"، "ابتهالات لمن خلق الوجود"، وما زلت أعمل حتى اليوم على الكتب
ومنها: "مئة عام على بناء مدينة الحسكة"، و"المسيحيون في الجزيرة السورية"،
"أعلام الأمة السريانية الآشورية الكلدانية". وكتاب تاريخ الحركة الشعرية
في الجزيرة السورية».
بقي أن نقول إن الأديب "إسحق قومي" اختار أن تكون له مملكة واسعة الأرجاء سماها "الحب والنهار" يحلم فيها أن يجتمع البشر.