عمر سليمان.. عميل اميركا واسرائيل ودرع مبارك الحصين الأحد, 06/02/2011 - 09:02 GMT
ولد عمر محمود سليمان في 2 يوليو 1935 في محافظة قنا بجنوب مصر، وهو متزوج ولديه ثلاث بنات.
تلقى
تعليمه في الكلية الحربية بالقاهرة، ومن بعد ذلك تلقى تدريبا عسكريا
إضافيا في الاتحاد السوفييتي السابق ودرس أيضا العلوم السياسية في جامعة
القاهرة وجامعة عين شمس.
وتعددت المناصب التي تولاها طوال خدمته في الجيش المصري، الى ان رقي إلى رتبة لواء في الأول من شهر كانون الثاني عام 1984.
وعين نائبا لرئيس جهاز المخابرات قبل أن يصدر مبارك في الرابع من آذار عام 1993 قرارا جمهوريا بتعيينه على رأس الجهاز.
وخاض عمر سليمان كل الحروب التي كانت مصر طرفا فيها مثل حرب اليمن ثم حرب حزيران عام 1967 وحرب السادس من تشرين ألاول عام 1973.
اختير
في السنوات الأخيرة مبعوثا خاصا لمبارك للقضية الفلسيطينية وكان له دور
رئيسي وفعال في الاتفاقات الهشة بين حركة فتح وحركة حماس.
كما
ظهر اسمه إبان فترة الانتخابات الرئاسية في مصر كثيرا كخليفة متوقع لمبارك
ولكن سنه التي تجاوزت السبعين عاما اضعف من موقفه كثيرا.
ليست هناك معلومات كثيرة متاحة عن اللواء عمر سليمان، فهو رجل غامض بحكم قيادته جهاز المخابرات المصرية لاكثر من 13 عاما.
لكن
ورغم هذا الغموض الذي يحيط بسليمان، فان بعض الجهات من منظمات حقوقية
ووسائل اعلام وشهود عيان، عرت شخصية هذا الرجل الحقيقية ودوره كعميل
للولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي ما جعله الدرع الحصين لرئيسه مبارك ضد
الشعب عامة والاسلاميين خاصة.
فسليمان
يعتبر بين العدد المحدود من المقربين من مبارك الذي يراه مرتين في اليوم
على الأقل، في الصباح والمساء. وبات حامل الرسائل الأمين من الرئيس المصري
إلى مختلف الزعماء في الأزمات الطارئة.
وتؤكد
مصادر اسرائيلية أن عمر سليمان هو الشخصية الأكثر قربا من هذا الكيان
لمساهماته في حراسة مصالحه الإستراتيجية المشتركة مع مصر وتقول إنه وجه
علاقات التعاون بينهما، بينما يرى التلفزيون إلاسرائيلي أن سليمان "صاحب
بيت في إسرائيل".
ويؤكد
محرر الشؤون الاستخباراتية في صحيفة هآرتس، يوسي ميلمان أن سليمان لعب
دورا مفصليا في توثيق علاقات التعاون العلني والسري بين إسرائيل ومصر وأنه
أبرز رمز لها منذ توليه حقيبة المخابرات.
يقول
ميلمان "سليمان وقف خلف اتفاقية التهدئة التي منحت مستوطنات الجنوب
المحيطة بقطاع غزة الهدوء لمدة ستة شهور بدءا من 19 ديسمبر/كانون الأول
2008 فيما أخفقت جهوده الرامية لإطلاق الجندي الأسير جلعاد شاليط".
ويكشف
أن سليمان فشل بالتأثير على رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات
وعلى إسرائيل لوقف ما يصفه بدائرة الدم خلال الانتفاضة الثانية ومنع انهيار
اتفاقيات أوسلو.
ويشير
ميلمان إلى أن سليمان عمل من أجل تسوية بين حركة حماس والاحتلال عقب عدوان
"الرصاص المصبوب" نهاية 2008 هذا العدوان الذي استهدف مساعدة الاحتلال كي
لا ببدو كمن يتفاوض مع "منظمة إرهابية".
ويقول مسؤول أمني إسرائيلي كبير للصحيفة إن هدف سليمان المركزي وربما الحصري هو الدفاع عن النظام الحاكم وحراسة حياة الرئيس مبارك.
ويشير
ميلمان في تقرير مطول إلى أن إصرار سليمان على نقل مركبة المرسيدس المصفحة
الخاصة بالرئيس مبارك لأديس أبابا في يونيو/حزيران 1995 هو الذي أنقذ حياة
الأخير حينما هوجم موكبه من قبل كمين وقتل بعض حراسه مما ساهم في تعزيز
علاقات الصداقة بينه وبين مبارك.
وعقب
تلك الحادثة أصدر سليمان تعليمات سرية للتنكيل بالجماعات الإسلامية
وملاحقة ناشطيها وأقاربهم ، وتشير الصحيفة إلى أن كراهيته للإسلاميين دفعته
لتزويد السلطات الأميركية بمحققين من المخابرات المصرية للتحقيق مع عناصر
ما يسمى بتنظيم القاعدة.
ويروي
ضابط استخبارات إسرائيلي آخر أنه لن ينسى قيام عمر سليمان في واحدة من
لقاءاتهما بمستهل الانتفاضة الثانية بالتهجم على ياسر عرفات وشتمه بفظاظة
بعدما تبين له أنه لا يكترث بنصائحه، ويتابع "سليمان هو الرجل القوي في
مصر".
وتؤكد
القناة الإسرائيلية العاشرة أن سليمان هو "صاحب بيت" في أروقة الحكم في
"إسرائيل"، مشيرة لكونه منسقا أمنيا بين "إسرائيل والسلطة الفلسطينية"
ووسيطا مركزيا بين الاحتلال وحركة حماس في مفاوضات تبادل الأسرى مع جلعاد
شاليط.
وتابعت القناة تقريرها عن سليمان "انه مسؤول التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل في حربهما الهادئة ضد إيران".
المحلل
العسكري الإسرائيلي ران إدلست يقول "أن عمر سليمان هو صديق إسرائيل الأول
في مصر والذي يقوم على حراسة المصالح الإستراتيجية للدولتين".
ويتابع
"علاوة على اعتبارات أيديولوجية تتعلق بتوجهات وأولويات النظام الحاكم
توثقت علاقات سليمان بإسرائيل على خلفية وجود عدو مشترك لها يتمثل بالحركة
الإسلامية".
ويشير
إدلست إلى أن لإسرائيل مصلحة إستراتيجية ببقاء النظام الحاكم حتى بعد رحيل
مبارك، مشددا على أن عمر سليمان بعيون إسرائيل هو وجه التعاون بينها وبين
مصر.
ولا
يستبعد إدلست أن يخفف سليمان علاقاته مع إسرائيل محاولا تعزيز شعبيته،
ويتابع "لكن ذلك منوط بنتائج انتخابات الرئاسة ولكن لا أحد يستطيع استشراف
المرحلة القادمة فربما يطيح الشارع المصري بمبارك وسليمان ونظامهما
بالكامل".
يبدو
واضحا أن واشنطن، وبطلب من اسرائيل، هي التي طلبت من مبارك أن يعين سليمان
نائبا له، أولا كعنوان لانتهاء حكاية التوريث المستفزة للرأي العام المصري
وكمحاولة لتهدئة الغضب في الشارع، وثانيا من أجل الحصول على انتقال سلس
للسلطة في حال نجح المسعى في إقناع مبارك بالرحيل عن مصر.
ولا حاجة للتذكير هنا بدوره في صفقة الغاز مع الكيان الاسرائيلي، وإن نسبها البعض إلى أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني.
بدوره
يشير الصحفي البريطاني ستيفن غراي الحائز على جوائز دولية في الصحافة
الاستقصائية إلى جرائم عمر سليمان التي أوردها في كتابه "الطائرة الشبح"
الذي يتربع على رأس أكثر الكتب مبيعا حول العالم، فيقول"عمر سليمان كان ولم
يزل الطرف المصري الأساسي في التعامل مع وكالة المخابرات المركزية
الأميركية، والقناة الأساسية للتواصل بين الإدارة الأميركية ومبارك حتى في
قضايا لا علاقة لها بالاستخبارات والأمن".
ويضيف
غراي في كتابه "أن اختيار مصر كمحطة لتعذيب المختطفين لم يأت بمحض
المصادفة، فههنا تراث من التعذيب في زنازين أبو زعبل وليمان طرة. وهناك
ايضا ضابط دموي جلاد على رأس المخابرات العامة يدعى عمر سليمان يهوى رؤية
القتل والتصفيات الجسدية بعينيه ، بل وحتى ممارستها بيديه".
ويتابع
"في 21 حزيران / يونيو 1995 وقّع الرئيس الأميركي بيل كلينتون توجيهه
الرئاسي لاختطاف وتعذيب كل مشتبه به بممارسة الإرهاب حول العالم . ولم يكن
على ساندي بيرغر ـ مستشاره لشؤون الأمن القومي ـ سوى أن يطلق عملاءه عبر
العالم. وكان أول من أطلقه بيرغر ضابط مصري يدعى عمر سليمان. فما إن تلقى
إشارة واشنطن حتى مد رجاله مع رفاقه الأميركيين إلى كرواتيا في 13 أيلول /
سبتمبر 1995 ليخطفوا طلعت فؤاد قاسم إلى سجن أبو زعبل شرقي القاهرة ، ومن
ثم تصفيته هناك ، ولكن بعد زيارة ودية إلى أقبية عمر سليمان في المخابرات
العامة".