خبير مصري: عهد العبودية للولايات المتحدة قد ولى الأربعاء, 02/02/2011 - 07:00 GMT
واشنطن(العالم)-02/02/2011-
اعتبر الخبير المصري ان هلعا شديدا يسود الولايات المتحدة والكيان
الاسرائيلي جراء انتفاضة الشعب المصري على نظام الرئيس حسني مبارك حليفهما
الاقوى في المنطقة، مشيرا الى اتفاق واشنطن وتل ابيب على عمر سليمان لمرحلة
ما بعد مبارك حفاظا على مصالحهما في مصر، مؤكدا ان عصر الاطاعة والعبودة
المصرية للولايات المتحدة قد ولى، ويجب بناء العلاقات على اساس المصالح
المشتركة.
وقال
رئيس منتدى الشرق الاوسط للحريات مجدي خليل في تصريح خاص لقناة العالم
الاخبارية الثلاثاء: وداعا للنفوذ الاميركي بمعنى الامر والاطاعة والعبودية
في مصر، مشددا على ان اي صفقات وعلاقات يجب ان تكون على اساس المصالح
المشتركة والمتبادلة، تستفيد منها الولايات المتحدة ومصر وشعباهما وليس
الحاكم وعائلته فقط.
واشار
خليل الى الهلع الذي يسود واشنطن جراء الاحداث في مصر، حيث تقوم الماكنة
الاعلامية الاميركية بمجهود كبير جدا في هذا الاطار، لكنه اعتبر ان المخاوف
الاسرائيلية اكبر بكثير من ذلك، منوها الى ان مخاوف وتوصيات شديدة جاءت
لواشطن من اسرائيل بتعيين عمر سليمان نائبا، ليبقى رئيسا فيما لو ذهب
مبارك، لانه رجل اميركا واسرائيل.
واوضح
ان المتفق عليه الان في واشنطن وتل ابيب هو عمر سليمان حاليا حتى لا يحدث
هناك فراغ، وبالتالي فوضى تؤدي الى كارثة في مصر والشرق الاوسط.
وبين
خليل ان المبعوث الاميركي الى مصر فرانك ويزنر يحمل رسالة واضحة جدا وهي
ان على مبارك ان يترك الحكم، وان على من حوله وعلى رأسهم عمر سليمان ان
يحفظوا البلد مستقرا، معتبرا ان هذه الرسالة يمكن ان تحسم دور القوات
المسلحة التي لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة حيث ان هناك حوارا دائما
بين الطرفين.
واضاف
رئيس منتدى الشرق الاوسط للحريات مجدي خليل ان هناك امكانية لان يشجع
المبعوث الاميركي القوات المسلحة ليس على انقلاب وانما لاستبعاد سريع
لمبارك من الواجهة، محذرا من ان بعض الرموز السياسية في مصر والتي كانت
تتحدث عن مبارك بطريقة تأليهية اصبحوا الان يتحدثون عن انتقال الشرعية الى
سليمان، ما يعني خلق إله جديد في مصر.
واكد
خليل ان عمر سليمان يمكن ان يكون رئيسا لفترة مؤقتة ومحدودة جدا، مشيرا
الى ان المصريين يريدون رئيسا لدولة حديثة، ولا يؤيدون هذه التشكيلة
الجديدة التي عينها مبارك.
واستطرد
ان واشنطن اليوم في صراع ما بين مبادئها التي تدعو لدمقرطة الشعوب، وما
بين مصالحها التي تتوجس خطرا عليها من جراء ما يجري في مصر، وهي في موقف
حرج جدا.
واوضح
خليل ان غرفة عمليات في البيت الابيض ووزارة الدفاع ومجلس الامن القومي
تجتمع على مدار الساعة لتقدم تقاريرها عن موقف واشنطن الجديد، الامر الذي
يفسر التغيير الحاصل في موقف واشنطن بين يوم وليلة، حيث لا يوجد موقف واضح
وصلب لها فيما يتعلق بمصر، وانما يتحدد الموقف على اساس الموقف في مصر ساعة
بساعة ولحظة بلحظة.
وبين
رئيس منتدى الشرق الاوسط للحريات مجدي خليل ان هناك اطرافا كثيرة داخل
الولايات المتحدة ومن بينها الرئيس باراك اوباما الذي يفكر بمثالية ويريد
ان يكون هناك نظام ديمقراطي في مصر لا تتأثر به المصالح الاميركية، بمعنى
السعي لايجاد نظام ديمقراطي يتجاوب مع رغبات الشعب ويحتفظ في نفس الوقت
بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة واسرائيل ويلتزم بمعاهدة السلام.
وتوقع
ان تلحق بعض الخسائر بالولايات المتحدة جراء ما يحدث في مصر لان الشارع
المصري ثائر اليوم على الولايات المتحدة التي ساندت نظام مبارك على مدى 30
عاما ووقفت الى جانبه، وكان احد رجالها في الشرق الاوسط، وكذلك ازاء ترددها
اليوم في اتخاذ قرار حاسم تجاهه في ظل هذه الثورة العارمة للشعب المصري،
لكنه اعتبر ان الغضب من اميركا لا يصل في مصر الى حالة العداء.
واعتبر
خليل ان اي نظام وصفه بالعاقل يأتي في مصر سواء من المعارضة او من اي جهة
اخرى يجمع على ضرورة بقاء معاهدة السلام مع اسرائيل، مؤكدا ان سقوط معاهدة
السلام سيعني العودة الى الحرب واعطاء تل ابيب الذريعة لمهاجمة مصر، حسب
تعبيره.
واوضح
ان مجئي اي حكومة تعمل على تحقيق الشعارات المرفوعة من قبل المواطنين
والمتمثلة بالحرية والعدالة والكرامة الانسانية لن يمس اميركا من قريب ولا
من بعيد، لكنه اكد ان الولايات المتحدة لن تجد بعد اليوم في مصر حاكما طيعا
يحافظ على مصالحها مقابل دعمها له، اذا ما جاءت حكومة وطنية الى الحكم في
مصر بعد مبارك.
ووصف
خليل مصر بانها تفتقد الى دولة وانما هناك مؤسسات للنظام، وان اي اصلاح
يستوجب التفكيك الكامل لذلك، كما ان اي اصلاح لا يعني شيئا اذا لم يفكك هذه
المؤسسات الفاشية المستبدة التي تخدم نظاما فاسدا.
واعتبر
رئيس منتدى الشرق الاوسط للحريات مجدي خليل ان هناك فجوة في المطالب ما
بين الشباب وبين ما يقدمه النظام، كما ان هناك فجوة في كفاءة التفكير بين
الشباب من جهة وبين القوات المسلحة وكافة الرموز القديمة من الاحزاب والقوى
السياسية من جهة اخرى، حيث بدا الشباب الواعد المثقف على درجة معرفية
كونية وعولمية، وبكفاءة اعلى بكثير جدا من كفاءة كافة القوى السياسية.
واضاف
خليل ان هناك 3 قوى في مصر الان هي الثوار خاصة الشباب منهم، والقوى
الخارجية والولايات المتحدة بالتحديد، والجيش المصري الحائر بين النظام
وبين الناس، ما يجعل مصر في لحظة مفصلية تاريخية في حياتها.
واشار
الى خروج المصريين بكل الوانهم واطيافهم ومذاهبهم وتوجهاتهم وخلق صورة
حضارية رائعة بديعة، ستنتصر في نهاية المطاف ولن تتمكن اي قوى او اطراف في
مصر من ان تخطف ثورتها، من عسكر وقوى سياسية ونظام، معتبرا ان ثورة مصر هي
ثورة امال وطموح، لشباب يطمحون لعالم جديد ودولة جديدة في مصر.