حجاب الباروكة: هل تصلح الباروكة بديلاً شرعياً للحجاب؟تلجأ
الكثيرات إلى استبدال الباروكة بالحجاب سواء بشكل موقت كوسيلة هروب من
ضغوط معينة أو حل لمشكلة في العمل أو الدراسة، فعندما قامت الفنانة المصرية
صابرين بوضع شعر مستعار «باروكة » فوق الحجاب الذي ترتديه أثناء تصويرها
بعض المشاهد في مسلسل «الفنار »، هاجمها كثيرون لدرجة أن بعض المحامين فكر
في مقاضاتها باعتبارها تسيء إلى الحجاب، وهذا ما جعلها تعلن أنها لم تخلع
الحجاب وإنما هناك مشاهد داخل منزلها، ولذلك فكرت في وضع الباروكة فوق
الحجاب. وفوجئت باعتراض الدكتورة آمنة نصير، عميدة كلية الدراسات الإسلامية
في جامعة الأزهر التي اعتبرت مسألة الاستعاضة بغير الشعر الطبيعي نوعاً من
أنواع التحايل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومع
بداية أحد الاعوام الدراسية في تركيا، بادرت العديد من الفتيات المحجبات
في الجامعات والمدارس التركية، بعد أن رفضت السلطات دخولهن المدارس
بالحجاب، إلى وضع «باروكة » رديئة الصنع وغير جذابة تبدو كغطاء للرأس أكثر
منها شكلا من أشكال الزينة للبعد عن لفت النظر وذلك عوضًا عن الحجاب. كما
ارتدت الفتيات ملابس تستر الرقبة وتنورات واسعة لتحقيق الشروط الشرعية للزي
الإسلامي، وظهر «حجاب الباروكة » بناءً على فتوى عدد ممن يعرفون في تركيا ب
«شيوخ الشباب » من أئمة المساجد والوعاظ في اسطنبول وذلك mبعدما فشلت آخر
حيلة بتوشح العلم التركي كغطاء للرأس والصدر.
الواقعة الثالثة كانت بسبب تزايد السخط وسط بعض المطربات في دار الاوبرا
المصرية لعدم السماح لهن بالمشاركة في الحفلات إلا بعد خلع الحجاب،
واعتزمت بعضهن رفع دعوى أمام القضاء أسوة بمذيعات التلفزيون المحجبات
اللواتي نجحن في الحصول على حكم قضائي باعادتهن الى العمل. وكان الحجاب قد
انتشر بسرعة بين عضوات الفرق الغنائية التابعة لدار الأوبرا والتي تحظر
ظهور أي مطربة إلا مكشوفة الرأس. ولجأت بعض المطربات إلى حيلة أدهشت
الكثيرين وذلك بوضع باروكة فوق الحجاب للتحايل على الحظر الذي يحول دون
ممارستهن الغناء، بعد أن حصلت بعضهن على فتوى من أحد المشايخ أجاز فيها أن
تضع المرأة باروكة فوق الحجاب وذلك استناداً إلى ما يعرف ب «فقه المضطر ،»
اذ إن المطربة إذا لم تستجب لشروط الوظيفة سيتم فصلها وبالتالي سيقع منكر
أكثر من المنكر الذي حاولت التصدي له حينها تصبح عاطلة عن العمل ولا تجد
قوت يومها.
الوقاية خير من العلاجيؤكد الدكتور صبري عبد ال رؤوف، أستاذ الفقه في جامعة الأزهر، أن
الاسلام يعمل على سد أبواب الفتنة لأنه يؤمن بأن الوقاية خير من العلاج،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم «اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة
بني إسرائيل كانت في النساء ». ولا شك أن وضع المرأة لباروكة فوق رأسها
بلون شعر جذاب في العادة يعد نوعا من المفاتن، ولهذا قال النبي صلى الله
عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد رجال معهم سياط كأذناب البقر
يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات »، فقد فسر الفقهاء
قوله «كاسيات عاريات » بأنهن يلبسن ما لا يستر ما يجب ستره من العورة ومنها
بلا شك شعر الرأس الذي تعتبره المرأة تاجها وأحد مظاهر جمالها. وعن حكم
لبس المراة الباروكة لزوجها كنوع من التزين له فلا شيء في ذلك.
غير جائزة للمسناتوعن مدى جواز وضع المرأة المسنة الباروكة محل الحجاب باعتبارها ليست
محلا للفتنة، قال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الاسلامية:
«عمل الاسلالم على الحفاظ على المرأة حتى ولو كانت غير فاتنة وذلك بسد أبوب
الفتنة فقال الله تعالى «وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء ال تَّالِي
يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ
ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ
لَّهُنَّ وَا سَمِيعٌ عَلِيمٌ ]النور: 60 [ لكن تحجبهن أفضل وأحوط لقوله
تعالى «وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ » ولأن بعضهن قد تحصل برؤيتها
فتنة من أجل جمال صورتها وإن كانت عجوزاً غير متبرجة بزينة أما مع التبرج
فلا يجوز لها ترك الحجاب.
ولا شك أن وضع الباروكة هو خطوة من خطوات التزين التي يعقبها مظاهر أخرى من
وضع المساحيق والعطور. وهوالتجميل الزائد وهو ليس من أجل إزال ة العيب بل
لزيادة الحسن وهو محرم ولا يجوز لأن الرسول: «لعن النامصة والمتنمصة
والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة .»
زينة وليست حجاباًويؤكد الدكتور صفوت حجازي، الداعية الفضائي الشهير، أن الباروكة هي حرام
أصلاً فكيف تنفع حجاباً وهي زينة وهذا يتعارض مع قوله تعالي «وَقُلْ
لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ مَا ظَهَرَ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ وَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ
بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ... » الآية 31 من سورة النور، لقد أمر
الله بالخمار وفي تفسيرات أخرى بالنقاب وليس بشعر مستعار وإذا قال الله
شيئاً فواجبنا السمع والطاعة حتى نكون ممن قال الله فيهم «وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ا وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ
لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ا وَرَسُولَهُ فَقَدْ
ضَلَّ ضَ مُّبِينًا » ]الأحزاب: 36 [ وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب
والبعد عن كل مظاهر الفتنة أمام الأجانب عنهن فقال تعالى «وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ ا لْأُولَى »
]الأحزاب: 33 [.
مصدر للفتنةووصفت الدكتورة عبلة الكحلاوي، عميدة كلية الدراسات الاسلامية في جامعة
الازهر، الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر
لم يشته القلب ولم تتحرك الفتنة، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر
لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب «فَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ
الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ » ]الأحزاب : 32 [. وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «إن الله حيي ستير، يحب الحياء والستر » وقال صلى الله عليه
وسلم: «أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره »
لان الجزاء من جنس العمل . وقال صلى الله عليه وسلم: «إن لكل دين خلقاً،
وإن خلق الإسلام الحياء » وقال صلى الله عليه وسلم: «الحياء من الإيمان،
والإيمان في الجنة » وقال عليه الصلاة السلام: «الحياء والإيمان قرنا
جميعاً، فإن رفع أحدهما رفع الآخر ». قال الامام على رضي الله عنه: «بلغني
أن نساءكم يزاحمن الرجال في الأسواق ألا تغارون ؟ إنه لا خير فيمن لا يغار
.»
نوع من التحايلوحذر الدكتور سعد الدين الهلالي، الاستاذ في جامعة الازهر، من تزيين
المعصية في استبدال الحجاب بالباروكة فمن تفعل ذلك عاصية ومن يعص الله
ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي
يدخلون الجنة إلا من أبى » قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني
دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ». وقال أيضا «خير نسائكم الودود الولود
المواسية المواتية إذا اتقين الله وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن
المنافقات لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم .» وأضاف الدكتور سعد
الهلالي ان مجموعة نسوة من بني تميم دخلن على عائشة رضي الله عنها وعليهن
ثياب رقاق فقالت عائشة: «إن كنتن مؤمنات، فليس هذا بثياب المؤمنات ».
وأدخلت عليها عروس عليها خمار رقيق، شفاف فقالت: «لم تؤمن بسورة النور
امرأة تلبس هذا ،» فكيف لو رأت عائشة ثياب هذا العصر ووضع النساء للباروكة
بزعم انها حجاب
.