شجرة المحلمية

زوايا -
29/05/2011
نيروز غانم ساتيك

هناك في ولاية سيدي بوزيد إحدى الولايات التونسية التي تعاني التهميش الاقتصادي والسياسي، لم يحرق الشاب التونسي «محمد بوعزيزي» نفسه احتجاجاً على أوضاعه الاقتصادية فقط، وإنما كان السبب الرئيسي لذلك، هو إهانة إحدى الشرطيات لكرامته الإنسانية بصفعه على وجهه لمطالبته بحقوقه الإنسانية. أطلق البوعزيزي صرخته، لتدوي في العالم العربي، وتعج الشوارع العربية بالمتظاهرين الساعين وراء حقوقهم ومطالبهم. وفي سورية، انطلقت الاحتجاجات من مدينة درعا التي تعاني أيضاً من التهميش، وهي من أكثر المناطق المصدرة للعمالة في سورية. وكما في سيدي بو زيد انطلقت الاحتجاجات رداً على اعتقال أطفال، وعدم تجاوب بعض الجهات المعنية مع الأهالي.
يكمن السبب الرئيسي في الثورات والاحتجاجات العربية في التهميش الاقتصادي والسياسي للفئات العامة من الشعب، فالظروف الاقتصادية توفر بيئة خصبة للاحتجاجات، وفي ظل غياب المؤسسات والقنوات السياسية الفعالة والقادرة على إيصال مطالب الجماهير، يلجأ المتظاهرون إلى الشارع وسيلة لإيصال مطالبهم. والسؤال الذي يطرح نفسه ما الأسباب التي قادت إلى هذا التهميش الاقتصادي والسياسي؟
اتبعت حكومات الدول العربية برنامجا اقتصادياً يقوم على عملية الخصخصة بعضها بوصفات جاهزة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وبعضها الآخر بتبنيه مبدأ اقتصاد السوق. ولكن الخصخصة في كلتا الحالتين أفرزت طبقة من رجال الأعمال تتحكم بالحياة الاقتصادية لكل دولة عربية. ترددت أسماء شهيرة في مصر كأحمد عز وحسين سالم وآخرين باحتكارها لقطاعات واسعة وإستراتيجية من الاقتصاد المصري، أما في سورية فقد احتكر 100 رجل أعمال الجزء الأكبر من النشاط الاقتصادي السوري.
أنتج هذا النهج النيو ليبرالي القائم على تقليص دور الدولة في الحياة الاقتصادية، تحكم فئة قليلة جداً من الشعب في اقتصادات الدول العربية، رغم أن تجارب الدول الأخرى في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية أثبتت عدم نجاح تلك الخطط في تحقيق التنمية الشاملة، حيث قد تنجح في تحقيق نمو اقتصادي، ولكنها لا تحقق العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة، ما يخلق طبقة تزداد ثراءً، وطبقة تزداد فقراً، وهو ما حدث في الدول العربية ذات الأنظمة الجمهورية. ومن ثم لم يسمح ذلك بوجود المشاريع الصغيرة للشباب وأبناء الطبقة الوسطى التي ظل ينخفض عددها تدريجياً.
انتشرت عمليات الفساد والمحسوبية والرشا، ونتج عن ذلك ندرة في فرص العمل وسيادة الوساطة والمحسوبية، وذلك كله بسبب غياب الرقابة والمحاسبة في ظل مركزية الأنظمة العربية.
يقابل هذا الانحدار الاقتصادي، تهميش سياسي يتمثل في عدم قدرة المواطنين على المطالبة بحاجاتهم الاقتصادية وحقوقهم السياسية، في ظل سيطرة حزب واحد على السلطة بشكل أو بآخر، وغياب فعالية المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ووسائل الإعلام، وتحول السلطة التشريعية من مؤسسة تعبر عن الرأي العام وتراقب أداء الحكومات إلى داعم أو صامت على عمل السلطة التنفيذية. ولعل أبرز الأمثلة على غياب عمل مجلس الشعب السوري قضية دفن عبد الحليم خدام للنفايات السامة في سورية، وسكوت أعضاء المجلس عن ذلك إلى حين خيانته لسورية والشعب السوري. والذي ترك أثراً سلبياً عميقاً لدى المواطن السوري في مدى استهتار ممثليه بالأمن الوطني السوري وسكوتهم عن ذلك الخائن كل هذه المدة. إضافة إلى أن مسألة رفع الدعم عن المحروقات لم تلق اعتراضاً في مجلس الشعب رغم ما تركه ذلك من آثار سلبية على الزراعة والطبقات الفقيرة العاملة، مع أن نصف أعضاء المجلس على الأقل يجب أن يكونوا من العمال والفلاحين وفقاً للدستور السوري.
من خلال ما سبق، يتضح أن المطلوب حالياً من أجل بناء الدول العربية وسورية خاصة، هو نقيض ما سبق أي الحد من ظاهرة سيطرة رجال الأعمال على الحياة الاقتصادية للدولة، وذلك لكي ينعكس النمو الاقتصادي على جميع أبناء المجتمع، وليس فئة معينة، إضافة إلى دعم دور الدولة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وخاصة في القطاعات الإستراتيجية التي تنعكس مباشرة على حياة المواطنين، وعندها نستطيع أن نتحدث عن تنمية اقتصادية، قادرة على تلبية مطالب الشعب الاقتصادية. أما التنمية السياسية، فلا يمكن أن تتحقق إلا بالانتقال إلى نظام ديمقراطي يقوم أساساً على فتح دائرة المشاركة السياسية عن طريق حرية تشكيل الأحزاب السياسية وفعالية منظمات المجتمع المدني، واعتماد مبدأ التداول السلمي للسلطة وفق آليات دستورية فعالة. ويتم ذلك بتزامن التنمية الاقتصادية والسياسية مع بعضهما بعضاً أو بأسبقية التنمية السياسية على الاقتصادية حتى لا نقع في المطب السابق (نمو دون تنمية).

» لماذا يراهق الاربعيني ؟ لماذا يفكر بالزواج بأخرى ؟ ‏
» القرضاوي "دجــال " يخرج من جزيرة العرب
» مبان كرتونية تشبه شوارع سورية و100 دولار يوميا لكل عامل يخرج بمظاهرات

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

لماذا يخرج المهمشون؟

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني