الندوة الدولية لربط البحار الخمسة










برعاية كريمة من وزارة الثقافة عقدت دار التجديد للنشر مساء الخميس:9كانون الأول2010 ندوة فكرية في مكتبة الأسد بعنوان "مشروع ربط البحار الخمسة، الحوض الحضاري الأكثر عراقة وواقعية في العالم"، شارك فيها كل من: الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة والدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب والدكتور محمد حبش مدير دار التجديد والنائب في البرلمان السوري والذي كان رئيساً للجلسة والدكتور محمد العادل رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والفنون والثقافة، والدكتور صبري أنوشة المستشار السياسي للسفارة الايرانية في دمشق. وقال الدكتور علي القيم إن هذه الفكرة الخلاقة للسيد الرئيس بشار الأسد هي فكرة واقعية للغاية تنطلق من التاريخ المشترك لهذه الدول التي تشكل سورية قلبها، ففي سورية كان لطريق الحرير محطتان واحدة في حلب والأخرى في تدمر، كما يعبر سورية طريق التوابل وطريق البخور وطريق الملح، وأكد على أن فكرة البحار الخمسة ليست بديلاً عن المشروع القومي العربي بل هي مكملة له، وكما يمكن للتاريخ أن يكون مصدر خلاف، فيمكنه أن يكون انطلاقة جديدة لمستقبل مشرق، وأضاف الدكتور القيم: إنه على الرغم من التنوع الثقافي والعرقي والإثني الكبير، وتنوع العادات والتقاليد إلا أن هذا التنوع يعتبر مصدر غنى وثراء، مشيراً الى أن مفكرين كباراً مثل جلال الدين الرومي والسهروردي وغيرهم تجولوا ضمن أرجاء هذه المنطقة دون حواجز وأثروا بأفكارهم الروحانية التي غيرت الكثير من مجريات التعامل الإنساني على كل الشعوب في المنطقة.



بدوره أكد الدكتور جمعة أن سورية هي قلب البحار الخمسة كما أن هذه البحار هي قلب العالم، مشيراً الى أن السيد الرئيس بطرحه هذا يتجاوز كل العوائق والمصاعب لبناء علاقات استراتيجية مع الدول كافة.

وقال الدكتور إنه لكي يكتب لهذه الفكرة النجاح فيجب أن يقوم كل منا بدوره في إنجاحها على مختلف المستويات وأهمها المستوى الشعبي، والإعلامي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها، وأضاف إن الفكرة هي مشروع فكري وثقافي ومعرفي لخدمة شعوب المنطقة بالكامل، وهو ما تبين من ترحيب الدول التي زارها السيد الرئيس مؤخراً بها.

من جانبه شدد الدكتور العادل على ضرورة أن يكون المشروع مشروعاً شعبياً بالدرجة الأولى، لأن الدبلوماسية الشعبية هي أنجع الحلول للتقارب بين الدول، وأكد على أهمية الحاجة لتجاوز الجدار الوهمي الذي نشأ بين العرب والأتراك خلال الثمانين عاماً الماضية، وأكد أن هذا لا يكون إلا من أرضية شعبية ومجتمع أهلي واعي لمدارك هذا المشروع الحضاري وكيفية النهوض به على أسس إستراتيجية تنفع الرؤى لركائز المشروع.

من جهته اقترح الدكتور جورج جبور البدء بإنشاء جمعية عربية تركية ايرانية، لأن هذه الدول تشكل المثلث الذي سيبنى عليه مشروع البحار الخمسة، وقال إن دمشق هي قلب هذا المشروع، كما كانت قلب كل المشاريع الحضارية التي مرت على المنطقة، ففي اللغات اللاتينية تعني عبارة الطريق إلى دمشق الطريق إلى الحق.

بدوره قال الدكتور صبري أنوشة إن هذا المشروع هو مشروع حضاري كبير، ومنسجم مع تاريخ المنطقة التي احتضنت الرسالات السماوية والحضارات الكبرى المختلفة والمترابطة، وضرب أمثلة عدة عن التداخل الاجتماعي والاقتصادي واللغوي بين دول المنطقة، وأضاف إن المشروع يحتاج منا جميعاً العمل على تعبيد الطريق لإنجاحه. وكان الدكتور محمد حبش قدّم ورقة أكد فيها أن سورية تسعى دائماً لتحقيق الوحدة العربية والتضامن الإسلامي، كما أنها تتعامل بإيجابية مع أي تعاون دولي يهدف إلى مواجهة مشاريع الهيمنة الخارجية في المنطقة.

وقال الدكتور محمد حبش إن سورية طرحت مشروع ربط البحار الخمسة: المتوسط والأسود وقزوين والخليج العربي والبحر الأحمر، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بوصف هذه المنطقة منطقة متشاركة في التاريخ والثقافة والمستقبل، ولديها عوامل النهضة والتنمية، ومن حقها توحيد جهودها لحماية شعوبها وتحقيق مصالحها وبالتالي لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يعمل على تفتيت المنطقة، ويسعى إلى إفشال كل جهد وحدوي فيها. وأشار إلى أنه على الرغم من أن المساحة التي يحتلها هذا الحوض الحضاري من عشق آباد إلى استانبول ومن القاهرة إلى الكويت، لا تزيد عن خمسة ملايين كيلو متر مربع، أي واحد من ثلاثين من مساحة اليابسة في الأرض التي تبلغ نحو 149 مليون كيلو متر مربع، ويعيش فيه أقل من واحد إلى أربعين من سكان العالم، ولكن دوره الحضاري التاريخي أكبر من ذلك بعشرات المرات.

وأضاف: إن منطقة البحار الخمسة زاخرة بالتاريخ فمع أن النبوة كانت في مكة ولكن الحضارات الإسلامية وصلت إلى منطقة البحار الخمسة، كما أن البحار الخمسة هي مهد السيد المسيح، ومنطلق الرسالة إلى العالم، وهي الأرض التي بعث فيها كل الأنبياء.

لقراءة الورقة كاملة الرابط:

http://www.altajdeed.org/web/index.php?option=com_content&task=view&id=1174&Itemid=34

وفي ختام الندوة أكدت التوصيات أن فكرة البحار الخمسة ليست بديلاً عن المشروع القومي العربي، وعلى ضرورة الحوار بين الشعوب وتحطيم جدار الفصل بين الحضارات المختلفة، وعلى أنه لا معنى للحوار إلا في إطار احترام الآخر، وعلى ضرورة وضع الأحداث التاريخية السابقة في سياقها التاريخي فقط لأننا نبحث عن أجوبة للحاضر لمواجهة المستقبل.

وأضاف المستشار الإيراني علي آزر شب الذي كان ضيفاً على الندوة بمداخلته: إن طرح فكرة ربط البحار الخمسة هو استراتيجي مبني على الأصول العلمية لأنها تربط الدول المتشاطئة على البحار الخمسة وتتشارك بأصول حضارية وثقافية وتاريخية لافتا إلى أهمية البدء بالبحث والدراسة في كيفية تنفيذه وتجسيده عمليا.‏

وأضافت السيدة أسماء محمود كفتارو مديرة موقع المرأة العصرية بمداخلتها: لا يمكننا أن ننسى أن المرأة السورية كانت ولا زالت شريكاً في مشروع ربط البحار الخمسة ومن خلال إمرأة عظيمة سورية وفي القرن الثالث الميلادي كانت (الملكة زنوبيا) في ما سبق بتاريخنا الحافل بالحضارات، والتي استطاعت أن تربط البحار الخمسة بأسلوب سياسي اقتصادي واستطاعت أن تجعل من إتحاد المناطق أمة زاهية راقية، حتى أنها وحدت العملة في أنطاكية وجعلت من بالميرا السورية نقطة أرتكاز لكل الدول التي تقع على البحار الخمسة وبعض الدول المحيطة عليها، فإن مشروع السيد الرئيس هو مشروع إنساني يربط الشعوب ويرقي النفوس ويجعل من الناس أمةً واحدة قال الله تعالى:"إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"





واني أرى السيدة أسماء الأسد زوجة السيد الرئيس والشريكة الحقيقية هي المعني الأول لهذا المشروع الحضاري الذي يربط الأمم بثقافاتهم ويجعلهم يرتقون بالعقول والقلوب، لذلك لا نستطيع أن ننسى دور المرأة السورية في بناء الحضارات على أرض سوريا....... أرض الأنبياء

وصدر في ختام الندوة مجموعة من التوصيات أكد فيها المؤتمرون الحقيقة التاريخية للتعاون والترابط بين أبناء حوض البحار الخمسة وأن فكرة هذا المشروع ليست بديلا أو شبيها للمشروع القومي العربي إنما هو شبكة مصالح يتواصل بها أبناء هذه الشعوب.‏