شجرة المحلمية

مانشيت
25/08/2011
وسيم سامح حسن

بكيديّة الموتور، وشراسة المسعور، ولؤم الحاقد، وضغينة الحاسد، تهافتت ثلّة المصطادين في الماء العكر على الهامة الإعلامية الشريفة "جورج قرادحي" كتهافت الذباب على قصعة العسل، وأحاطّوا به كما يحيط الضباع بليثٍ أدرك صيداً.. فأكثروا من العواء، وتراكضوا فأثاروا الغبار في السماء، وعلَت أصواتهم، وهَمَى لعابهم، وتدلّت ألسنتهم، فهاجوا وماجوا، وأرغوا وأزبدوا.. والليث منشغلٌ عنهم بما أدرك من صيد، فلا يعكرنّ صفوه تردّد عواءاتهم، ولا يفسدنّ من شهيّته كثرة هرجهم ومرجهم، وهو إن التفتَ مرةً لما يجري من حوله، فهو إنما يلتفت التفاتة الواثق المتيقّظ، ليعود إلى ما كان قد انكبّ عليه، وما زادته إلتفاتته تلك إلا ثقةً بقدرته، ويقيناً بضعف المتربّصين وعجزهم الذي يدارونه بالنباح تارةً وبهزّ الذيل طوراً.. ترددتُ قبل الشروع بكتابة هذه الكلمات، والسبب يكمن في تدبرّي أولاً لقوله تعالى: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً" ولعدم رغبةٍ مني ثانياً باقتحام مجلس السفهاء، ولثقتي ثالثاً بأن الإعراض عن الجهّال خيرٌ من مجادتلهم وقد قال علي سلام الله عليه "ما جادلت جاهلاً إلا وغلبني".
وفوق كل هذا وذاك، ليقيني بأن صحافة "العربان" إنما يتلوها من آمن بالنفط ديناً وبـ "فيلتمان" رسولاً، وبـ أميركا آلهةً.
غير أنني وقد عزمت على أن أخطّ على الورق بعض مكنونات النفس، فإنما أفعل ذلك باقتضابٍ لأضع النقاط على الحروف، ولأرضي ضميراً مهنياً أبى مني إلاّ أن أذكّر "صحافة العربان" ببعض الأمور التي نسوها، أو خانتهم بديهتهم على إدركاها، وهو أمرٌ لا يؤاخَذون عليه ولا يُحسَب عليهم، لتوافقه مع فطرتهم ومواءمته لطبيعتهم التي نعرفها حق المعرفة ويدركها القاصي قبل الداني..
أولاً يبدو جلياً أن من إتهم الإعلامي جورج قرداحي بـ "تنكّره لمن صنعه"، وبـ "عض اليد التي امتدت إليه" على حدّ تعبيره، بأنه قد نسي أن مواقف القرداحي القومية والوطنية والعروبية ثابتة ومعروفة لجميع متتبعي الشأن السياسي والإعلامي، وذلك قبل انضمام القرادحي لمجموعة MBC بعقود.
أي أن من عرض عليه العمل في المجموعة، كان على دراية مسبقة بحسّ الرجل العروبي، ونَفَسه القومي، ومبادئه الشريفة، وخطّه السياسي المقاوم. بل إن مصلحة تلك المحطة الإعلامية قد اقتضت آنذاك التعاقد مع القرادحي لصفاته المذكورة تلك، وذلك قبل إطلاق المجموعة لقناة "العربية"، واتضّاح خطها الإعلامي لاحقاً - وهو المتوافق مع النهج الأميركي والمطبّع لتطبيقاته ونهجه والساعي لتحقيق غاياته المعروفة في المنطقة.
ثانياً من الحريّ بمن يتشدّق بحرية العمل الإعلامي، ويطالب بإطلاق الحريات الإعلامية في سوريا وسواها أن يسأل نفسه: هل ينبغي بمؤسسة إعلامية هي الأكبر في المنطقة أن تكون حكراً على لون واحد فقط! أم هل ينبغي بأكثر من 1500 موظف يعملون في MBC أن يكونون على رأي واحد لا ثاني له! وهي المؤسسة التي تتبجّح منذ إنطلاقها وإطلاق "عبريّتها" بـ " الرأي والرأي الآخر"!
وما أن أطلّ الرأي الآخر برأسه، حتى تكالبت عليه الصحف النفطية، وانهالت عليه بالسباب والشتائم، وارتفعت الأصوات المطالبة بطرد القرادحي وإقصائه، ولعلّنا في الغد القريب نسمع بفتوى تجيز هدر دمه! ولن يكون ذلك مستغرباً ممن دعا بالهزيمة على "حزب الله" وبالنصر للكيان الغاصب إبان حرب تموز، وممن حرّم الدعاء بالنصر للمقاومة الشريفة!
ثالثاً: كان صحافيّو "العقال والنعال" وما زالوا يتباكون ويندبون ما تتعرض له مؤسساتهم الإعلامية مما يسمونه بالـ "الخيانة" و"نكران المعروف" من قبل موظفيهم.. والسؤال هنا: أما آن الأوان لهؤلاء أن يكفّوا عن لعب دور "الضحية الساذجة"، والثري السفيه" و"صاحب الإبل الأخرق" الذي يستغبيه الناس فيسلبون ماله، ويمتطون رحاله، ويتركونه نادباً متباكياً، بانتظار من يعيد معه الكرّة مجدداً...
رابعاً: متى يدرك أصحاب المؤسسات الإعلامية السوداء (بلون النفط) أن إسماً كبيراً ولامعاً في عالم الإعلام مثل جورج قرداحي، كان له الفضل، إلى جانب الكثير من الإعلاميين اللبنانيين والسوريين والأردنيين والفلسطينين والمصريين والمغاربة.. على مر السنين في تلميع صورة تلك المؤسسات، وفي استجرار أموال المعلنين الطائلة إلى برامجها، وفي الإرتقاء بها مهنياً وفنياً إلى مصاف العالمية؟! وبأن ما أسماه أحد صغار كسبة الصحافة السعودية بـ "دكاكين الإعلام اللبنانية الصغيرة"، مشيراً بذلك إلى المحطات التلفزيونية اللبنانية التي بدأ فيها القرادحي مسيرته الإعلامية، تلك "الدكاكين" هي من كان له الفضل في تأسيس وإطلاق الفضائيات الخليجية برمّتها، وبتحويلها من مجرّد "غالونات نفط" وُجدت تحت الأرض إلى تردّدات رقمية تصل أقاصي الفضاء.. تلك "الدكاكين" هي التي رفدت قطاع الصناعة الإعلامية الخليجلية والـ MBC خصوصاً منذ إطلاقها بأسماء على غرار جورج قرادحي، ونيكول تنوري، وسهير مرتضى، ونادين هاني، ولارا حبيب، وجيزيل خوري، وجيزيل حبيب، وطالب كنعان، وزينة يازجي، ورانيا برغوت، وفوزية سلامة، وحافظ الميرازي - الذي أوقف برنامجه على الهواء مؤخراً لتطرقه للشان السعودي- والعشرات بل المئات من الأسماء الكبيرة الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها.
لذا فإنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يهاجَم إعلاميٌ راقٍ وقدير على غرار جورج قرادحي لمجرد ظهوره على قناة "الدنيا"، وأن يوصف بأنه قد "امتطى قلمه" للإفادة من اسم MBC ومالها، وإلا لصحّ القول في السياق ذاته أن MBC قد امتطت "ريالاتها" للإفادة من موهبة القرادحي و"كاريزمته" وثقافته وخبرته وعروبته ومواقفه المشرّفة وتاريخه الذي لم يبدأ في MBC ولن ينتهي عندها..
وأخيراً وليس آخراً متى يتعلّم "أثرياء طفرة النفط" أن الحضارة الإنسانية لم تبدأ باكتشاف النفط قبل 40 عاماً في صحراء العرب؟ بل بدأت منذ عمر "دمشق" و"بيروت" الذي ينوف على الـ 11 ألف سنة! ومتى يكفّ هؤلاء الأذيال عن التآمر -بأمر أسيادهم- على محور المقاومة الشريفة وقامات أسيادها وأنصارها وجمهورها؟ ومتى يتعلّم هؤلاء أن ملايين "من سيربح المليون" لا تستطيع شراء الضمير الحي والكلمة الحرة لإعلامي شريف مثل القرداحي، وبأن العقد بين قرداحي وMBC لا يشتمل على بند يتضمن إنتحار الضمير، ووأد كلمة الحقّ! ونعم أيتها "العربية" و"الجزيرة" وكثيرون سواكم.. أنتم كما قال القرادحي فيكم: "متآمرون".. "متأمرون".. "متآمرون".. (رُفِعت الأقلام وجفّت الصحف)!

» فرصة وكلمة وسعادة ..................................
» بعد حفل إفطار أقامه بدمشق المملكة السعودية تفاجئ سفيرها وتستدعيه وكلمة من العاهل السعودي للسوريين

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

القرادحي .. وكلمة حقّ

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني