شجرة المحلمية

يقول دبلوماسي لبناني قديم، عاصر الدبلوماسية العربية في عز مجدها، إن ما تتعرض له سورية هذه الأيام يشبه إلى حد كبير ما تعرضت له مصر عام 1956،

حيث شُن على جمال عبد الناصر العدوان الثلاثي، والذي نفذته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، أي الاستعمار القديم وإفرازاته.. ورغم ضراوة العدوان على الجمهورية الوليدة، كان صمود مصر مؤذناً لانتهاء مرحلة وبداية مرحلة جديدة، تجسدت بانتهاء أشكال الاستعمار القديمة، ووراثة الاستعمار الجديد، المتمثل بزعيمته الولايات المتحدة، للمستعمرات القديمة، وتحويلها إلى فناءات أميركية بأرضها وخيراتها ونفطها.. وحتى جمالها، وهكذا صار الأمريكي، السيد في مشيخات الخليج العربي الغنية بالذهب الأسود، كما صار المقرر في القارة السوداء الغنية بالألماس والمعادن النادرة على حساب الفرنسي والإيطالي والبرتغالي...

لكن الفارق الذي يحكم بين عدواني 1956 و2011، كان التوازن الدولي الذي يحكم وجود الاتحاد السوفياتي، الذي جعل بولغانين يوجه إنذاره الشهير، والذي تجاوب معه الأميركي إيزنهاور، الذي وجه ضغطاً علنياً لدول العدوان الثلاثي لوقف عدوانها.

كان من نتيجة حرب 1956، أن تحولت أوروبا إلى تابع للولايات المتحدة، ولما تزل، كما صارت المهيمنة على منابع النفط بأشكال مختلفة، وتحولت إسرائيل التي قادت باريس ولندن للحرب، إلى نقطة الارتكاز الأميركية في المنطقة في مشروع السيطرة الاستعمارية الجديدة..

ويخلص هذا الدبلوماسي إلى نتيجة مؤداها أن مصر جمال عبد الناصر خرجت من هذه الحرب قوة قومية ودولية كبرى، خصوصاً أن كتلة عدم الانحياز التي كان قد أطلقها الثلاثي الكبير جمال عبد الناصر، وجواهر لال نهرو، وجوزيب بروز تيتو، والتي أطلقوها عام 1955 في باندونغ، صارت قوة اقتصادية وسياسية وبشرية كبرى يُحسب لها مليون حساب.. وفي نفس الوقت أخذ الأميركي يعد العدة للوقوف في وجه القوة التحررية الجديدة الناشئة، إضافة إلى الخطط الكبرى لمواجهة الاتحاد السوفياتي عسكرياً، وهو ما جعل شركات إنتاج الأسلحة الأميركية تتحول إلى شركات عابرة للقارات، لأنها تتعاطى بالدمار والقتل وتطوير وسائلها وأساليبها، كما تتعاطى بالصناعات الكبرى، والنفط تنقيباً واستخراجاً ونقلاً وتسويقاً.. فصارت مهيمنة على السياسات الغربية والأميركية في شتى المجالات.. كما تحدد توجهاتها وأهدافها.

بعد انتهاء الحرب الباردة وحرب الخليج وسقوط الاتحاد السوفياتي، ظن الأمريكي في ظل تقدم المحافظين الجدد أنه أصبح السيد المطلق على الكون، فلجأت الولايات المتحدة إلى تأجيج الحروب وافتعال التوترات بين الدول والتدخل عسكرياً بذرائع مختلفة، خدمة لمخططاتها الرامية إلى التفرد بالسيطرة السياسية والاقتصادية والعسكرية على العالم، فكانت عملية 11 أيلول 2001 هو ما احتاجته للبدء بمشروعها الذي تعتبر روحه هو الشرق الأوسط الغني الذي يمتد من أفغانستان ويصل إلى سواحل المتوسط، وبعد السيطرة على أفغانستان والعراق، لم يبق عقبة إلا الحلف الرباعي الصلب المتجسد في سورية وإيران والمقاومة في لبنان وفي فلسطين، فكانت سلسلة التطورات التي شهدنا منها فصولاً مختلفة، كاغتيال الحريري في 2005، وحرب تموز 2006 وحرب غزة 2008، والتي تصلب فيهما هذا الحلف أكثر، وجعلت المنطقة تعيش صراعاً لم ينته بعد، وستبلغ ذروة تصعيده أثناء الانسحاب الأميركي من العراق، والذي يحاول تأجيله بأي شكل من الأشكال.

ويلفت الدبلوماسي اللبناني المخضرم إلى المخطط الأميركي لزعزعة الأمن والاستقرار في مختلف أنحاء العالم عموماً، وفي الشرق الأوسط تحديداً، فقد بدأت الخطة من لبنان وامتدت إلى فلسطين، وأساسها استهداف سورية، وهي حاولت في إيران بعد الانتخابات الرئاسية، وفشلت، رغم استمرار محاولات التضييق عليها، من خلال ملفها النووي، وكذلك محاولات تطويق روسيا بدعمها لدول شرق أوروبا وتركيا، من خلال نشر الدرع الصاروخية، وتأجيج التوتر بين الكوريتين من جهة، والكوريتين والصين من جهة ثانية، التي تعتبر تطورها وتقدمها ونموها التهديد الأساسي لسيطرتها على آسيا والمحيط الهادي.

لكن السحر انقلب على الساحر، فتهوُّر واشنطن لسيطرتها على العالم، بما فيها العالم العربي، أشغلها عن وضعها الاقتصادي المتقهقر، والمتجسد في ارتفاع سقف الدين وانهيار المؤسسات المصرفية والشركات الكبرى، وتخفيض تصنيفها الائتماني، والتحكم بالإعلام الأميركي والإعلام التابع، سواء على مستوى الدول أو الشركات، لصرف أنظار العالم عن التفكير بحقيقة المأزق الأميركي الخطير الذي يهدد بقاء واستقرار الولايات المتحدة كدولة اتحادية مؤلفة من 52 ولاية.

ولهذا، برأي الدبلوماسي، تستعجل الولايات المتحدة وتضغط على أتباعها في دول الخليج ومشيخاته، وفي حلف الناتو، لتسعير عدائهم لسورية، التي واجهت الولايات المتحدة، ورفضت إنذاراتها التي حملها كولن باول إثر غزو العراق، وما تبع ذلك من تطورات لبنانية وفلسطينية، فاستطاعت دمشق أن تفكك أو تحطم كل الحلقات التآمرية واحدة بعد أخرى، وأن تجعل الآخرين، بمن فيهم "إسرائيل"، في موقع المأزوم، ولعل ما عبرت عنه صحيفة "هآرتس" يختصر المسألة، إذ قالت إن أميركا بقيادة بوش الابن ثم أوباما، وإسرائيل بقيادة أولمرت ثم نتنياهو لم يستطيعا منع سقوط مبارك، ولا وقف البرنامج النووي الإيراني، وسورية بعد ستة أشهر تصمد والنظام يقوى ويتجدد.

ويخلص الدبلوماسي العتيق إلى إن مرحلة جديدة ستبدأ قريباً، منها هو حسبما يقول.. علم إسرائيل يحترق في القاهرة، رغم أن 210 ملايين دولار دفعتها واشنطن منذ سقوط مبارك لتشكيل أحزاب جديدة تبشر بـ"الديمقراطية الغربية".. إسرائيل هذه، وحسب وصف "الغارديان" البريطانية، تواجه عزلة إقليمية، وأميركا تقدم إلى انتخاباتها مهزوزة اقتصادياً، والخليج سيكون هو الخاسر الأكبر، والرهانات التركية على ضعضعة سورية لم تفلح..

ببساطة، سورية تجاوزت مرحلة الخطر، وهي تتقدم بدحر العصابات التخريبية، وأولاً وأخيراً ببرنامجها الإصلاحي الذي طرحه الرئيس الأسد.

أحمد زين الدين - الثبات

( السبت 2011/09/17 Syria)

» على سوريا الصمود حتى أيلول المقبل تاريخ انتهاء صلاحية كل أوراق هذا العدوان الثلاثي
» سوريا تخطت مرحلة الخطر وأوضاعها لم تلامس المحظور...
» سوريا تخطّت مرحلة الخطر والأزمة وصلت إلى القمة وبدأت بالتراجع

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

العدوان الثلاثي الجديد على سورية يتقهقر ..دمشق تجاوزت مرحلة الخطر.. والبرنامج الإصلاحي يتقدم

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني