شجرة المحلمية

مانشيت
8/09/2011
معن حمية

المواقف التركية هذه الأيام، باتت لغزاً محيراً للمتابعين والمراقبين. فهي أشبه بـ«شيفرات» مرمزة.. لا يستطيع فكها إلا من أدبه «كلمة السر»..! لقد ازداد لغز الموقف التركي تعقيداً، من جراء التناقض الرهيب في تعامل الحكومة التركية مع قضايا أساسية، وكان لافتاً التزامن بين إعلان تركيا عن موافقتها على نشر منظومة رادار في أراضيها ضمن مشروع الدرع الصاروخية لحلف الناتو في أوروبا، وإعلانها عن طرد سفير الكيان الصهيوني لديها.
وهما إعلانان ينطويان على تناقض جوهري. فالإعلان الأول هو تسليم تركي واضح بشروط حلف «الناتو» وبالانضواء في جبهته التي تضم «إسرائيل»، على حين الإعلان الثاني عن طرد السفير الصهيوني على خلفية نشر تقرير الأمم المتحدة بشأن مجزرة «أسطول الحرية»، يشي بتأزم علاقات تركيا بـ«إسرائيل»،! فأي من الإعلانين يعبر حقيقة عن الموقف التركي؟!.
ما صرح به وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو، حول خفض تركيا لمستوى تمثيلها الدبلوماسي في الكيان الصهيوني وتعليق اتفاقاتها العسكريـة، لا يقدم توضيحاً كافياً للموقف التركي. فالمتابعون لاتجاه السياسة التركية، يعتبرون أن استقبال تركيا لـدرع «الناتو» الصاروخية، هو رسالة حاسمة تؤكد الالتزام المطلق بسياسات «الناتو» وأهدافه وقائمة أعدائه، (حتى وإن أتيح لتركيا التعبير عن رغبتها بعدم تعريف إيران على أنها تشكل تهديداً مباشراً للناتو).. أما قرار طرد السفير الصهيوني، فيندرج في سياق مسار تتبعه الحكومة التركية، يرمي إلى تقوية رصيدها في العالم العربي عبر البوابة الفلسطينية. ويسود اعتقاد بأن الخطوة التركية بطرد السفير الصهيوني (المنتهية أصلاً فترة اعتماده)، أتت على خلفية نفاد الرصيد التركي في الشارع العربي، بعد المواقف التركية المستغربة والمستهجنة والمريبة حيال الأوضاع التي تمر بها سورية.
إن مواقف الحكومة التركية المنحازة بالمطلق إلى جانب المجموعات التخريبية في سورية، شكلت ضربة قوية للحضور التركي في العالم العربي، ورسمت علامات استفهام كبيرة حول طبيعة الدور التركي وخلفيته، ويرى متابعون أنه ليس منطقياً أن تضحي تركيا بعلاقاتها السياسية والاقتصادية القوية مع سورية، إذا لم تقبض ثمناً مقابلاً وموازياً. فسورية شكلت بوابة الحضور التركي في المنطقة، لذا فإن هناك حديثاً عن أن الثمن المعطى لتركيا مقابل الغدر بسورية هو إعطاؤها دوراً مرجعياً للمجموعات الإسلامية المتشددة والمتطرفة في المنطقة العربية.
أما التوقع، بأن يحدث انهيار في العلاقات بين تركيا و«إسرائيل»، فهذا توقع غير صائب وفي غير محله، لأنه من المستبعد جداً أن يتحول الخلاف إلى أزمة مستفحلة تؤدي إلى القطيعة!... فالحكومة التركية تعرف جيداً من «أين تُؤكل الكتف»، وهي زامنت بشكل متعمد بين إعلانها عن طرد السفير الصهيوني وبين استقبالها درع «الناتو» الصاروخية.. وفي هذه الحالة، تستفيد في تُجميل صورتها وتحسين سمعتها في العالم العربي بذريعة «تصاعد الخلاف» مع «إسرائيل»، ومن جهة أخرى تؤكد تموضعها في جبهة حلف «الناتو» الأميركية والأوروبية والصهيونيـة.
لو كان هناك أثر سلبي لمواقف القيادة التركية على العلاقات التركية- «الإسرائيلية»، لكانت هذه العلاقات وصلت إلى الطريق المسدود، منذ أن خرج رئيس وزراء تركيا من «مؤتمر دافوس» اعتراضاً على كلمة الوفد الصهيوني. لكن يبدو أن هناك نوعاً من القناعة الضمنية لدى كل من الجانبين التركي والصهيوني، بأن ثمة «قطع وصل» أميركياً له الكلمة الفصل. فالولايات المتحدة الأميركية قادرة على ضبط الأمور بين تركيا و«إسرائيل»، وهي سارعت ودعتهما إلى «تذليل الأزمة في علاقاتهما المتدهورة»، وأعلنت بلسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند أن «الولايات المتحدة ترتبط بعلاقة صداقة قديمة مع كل من إسرائيل وتركيا»، مضيفة: «نأسف لأنهما عجزتا عن التوصل إلى اتفاق حول تدابير كانت لتحل خلافهما قبل صدور تقرير الأمم المتحدة بهذا الشأن». وأملت أن «يواصل البلدان البحث عن طريقة لتحسين علاقتهما القديمة».
بكل الحالات، فقد كسرت الحكومة التركية قاعدة «تصفير المشاكل» وهي الآن تسير في حقل ألغام، وخصوصاً بعد مواقفها من الأوضاع في سورية. ويبدو أن هناك ألغاماً كثيرة ستنفجر بوجه القيادة التركية، إذا لم تتدارك الموقف حيال جيرانها.
هناك من يقول إن على الحكومة التركية أن تدرك جيداً أن الغطاء الذي تحظى به من الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية لتنفيذ غارات ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، لن يجعل تركيا بمنأى عن الأخطار والتحديات. وخصوصاً أن حزب العمال الكردستاني يعتبر أن استيلاء الحكومة التركية على قرار العسكر، يخلق إرباكات كبيرة في صفوف الجيش التركي، ومن شأن هذه الإرباكات أن تسهل له تنفيذ سلسلة كبيرة من العمليات المؤثرة والموجعة.
كما أن الغطاء الأميركي لن يستطيع احتواء الأوضاع في الداخل التركي، إذ إن هناك قوى تركية وازنة، (منها حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض) وهذه القوى ليست راضية عن الموقف الرسمي التركي حيال جملة من القضايا، وبخاصة الموقف من سورية. وهذه القوى دعت الحكومة التركية إلى «تجنب التدخل في شؤون سورية الداخلية». والإقلاع عن أقوال تنم عن «التهديد والوعيد المبطن». كما أن وسائل إعلام تركية دعت أنقرة إلى اتباع سياسة عقلانية ومنطقية من دون «صب البنزين على النار» التي قد تهز الشرق الأوسط بأكمله. وقالت إحدى كبريات الصحف التركية مؤخراً «إن سياسة أنقرة تجاه سورية متشددة أكثر من سياسة أميركا والدول الغربية، ولهذا السبب يرى البعض أن أنقرة تتحدث نيابة عن أميركا والعالم الغربي»، وأوضحت أن «الأقوال المتشددة التي ترد على ألسنة المسؤولين الأتراك ستولد، من دون أي شك، عدم ارتياح في إيران أيضاً، ولذا فإنه وأثناء قيام أنقرة بتحديد موقفها من سورية فإنها مضطرة في الوقت ذاته لأن تولي حساسية للعلاقات مع إيران».
بناء على ما تقدم، وفي ضوء التذبذب في الموقف التركي، لن يحقق طرد السفير الصهيوني أي مكاسب لتركيا في الشارع العربي، لأن هناك علامات استفهام كبيرة حول التزامن المريب بين إعلان طرد سفير العدو الصهيوني واستقبال درع «الناتو» الصاروخية، مع ما يعرفه القاصي والداني من أن «الناتو» يشكل ضمانة لـ«إسرائيل».
على أي حال، هناك ترقب للموقف التركي الذي يطالب باعتذار من «إسرائيل». لكن ماذا سيحصل إذا لم تعتذر «إسرائيل»؟.. هل يتوقع أحد أن يفعلها التركي ويقطع مع عدو العرب؟!.

» كبير مستشاري الرئيس التركي: هناك سوء فهم كبير من الجانب السوري لحقيقة الموقف التركي
» تدهور في العلاقات التركية السورية وأنقرة تحاول تدارك الموقف
» "الانباء": مخاوف في بيروت من الموقف الغربي المتحرك حيال الوضع بسوريا

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

الموقف التركي: «شيفرات مرمزة» وألغاز .. فأين كلمة السر؟

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني