شجرة المحلمية

في اجتماع في عاصمة عربية أفهم بعض خفاياه الخطيرة الآن والتي أظن أنها لم تكشف كل فصوله بعد,.

ومن دون سابق إنذار يدخل علينا فيه ممثل مؤسسة أولبرايت وأحد سفراء دولة عربية في تلك العاصمة وسعد الدين إبراهيم المعروف ليعرضوا علينا عشرة ملايين دولار لدعم ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني الحاضرة في الاجتماع المذكور. ‏

الاجتماع المذكور كان في العام 2004 على ما أظن, وبدعوة مما يسمى بـ«منتدى المستقبل البديل» وهي المنظمة «الأهلية» الرديفة كما يفترض لمنظمة منتدى المستقبل التي تقيم اجتماعاتها السنوية على مستوى الدول في عواصم عربية بالتناوب تناقش فيه مستقبل المنطقة التي يفضل الغربيون على تسميتها بالشرق الأوسط رغم كوننا ننتمي إلى وطن عربي يحيط به وطن إسلامي كبير تضمنا وإياه أمم عريقة لها أسماؤها التاريخية المعروفة من إيرانيين وأتراك وأكراد وأرمن و..... ‏

في ذلك الاجتماع التاريخي كنا منقسمين إلى طيفين: ‏

الأول: طيف الأكثرية المنظم للاجتماع بالتعاون مع الحكومات الغربية والمنظمات الدولية التابعة لها وكذلك بعض الحكومات العربية المتعاونة معها مما صار يسمى فيما بعد بدول الاعتدال, وكان يضم في جنباته مما يضم الرجل المثير للجدل سعد الدين إبراهيم رئيس مؤسسة ابن خلدون المصرية – الأمريكية القاهرية والتي كانت تتحسس من نشاطاتها حتى حكومة مبارك آنذاك والتي اتهمتها بالتجسس رسمياً للولايات المتحدة وتم اعتقال رمزها الأول كما كان يضم في جنباته عدداً من رموز المعارضة السورية المقيمة في الخارج كما القادم من دمشق مباشرة. ‏

الثاني: وهو طيف صغير من مجموعة أسماء من بقايا النضال اليساري العربي المستقل وبعض الأسماء المستقلة من أقطار عربية وإسلامية كانت لدينا بعض أوهام إمكانية اختراق منظمات المجتمع المدني لصالح تطلعات شعوب المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ‏

أستحضر هذا الاجتماع الآن للاستذكار والاستعبار, وأنا أتابع بكل ألم وحزن لما يجري في سورية الحبيبة في الميدان من جهة , وبكل غضب وحنق لما يجري من مؤامرة - نعم مؤامرة - على مستوى دوائر الاستخبارات الإقليمية والدولية ضد نظام أصر على نظريته المعروفة بأن: «أثمان واكلاف المقاومة أقل بكثير من أثمان الاستسلام» كما جاء على لسان المناضل الشريف بشار الأسد لأقول بأن ما يجري في سورية ليس كله مطالبات شعبية بالإصلاح مشروعة بالتأكيد , وأن هذا الاجتماع الآنف الذكر الذي «اخترقناه» يومها - نعم اخترقناه - هو واحد من عشرات إن لم يكن المئات من الاجتماعات التي نظمت ولا تزال في مختلف عواصم العالم للتآمر على قوى أمتنا العربية والإسلامية الحية تحت عناوين شتى بعضها يلمع كالذهب في الظاهر لكن معدنه الحقيقي ليس ذهباً. ‏

وأنا من منطلقي كدارس علم اجتماع ومتخصص في شؤون الحرب الناعمة والحرب النفسية وإستراتيجيات الحروب الدعائية أكاد أجزم لكم إخوتي وأحبائي السوريين إلى أي فئة من فئات المجتمع السوري انتميتم, بأن الهدف الأصلي والأساسي مما يدور على أرض بلادكم ليس هو دعم مطالب الحريات العامة أو الإصلاح الشامل المطلوب والمشروع بقدر ما هو كسر شوكة النظام المقاوم والممانع, وذلك على خط برنامج فصل عرى التعاون الإستراتيجي الوثيق بين إيران وسورية والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية. ‏

وإلا ما معنى هذه العسكرة المنظمة والممولة الهادفة والواعية والمفضوحة لأجواء المظاهرات وما يرافقها من إثارة للرعب في نفوس المواطنين وإظهار انعدام السيطرة على الأمن؟! ‏

أو ما معنى دخول أجهزة استخبارت الدول الأجنبية المعادية على خط التهييج والتدخل المباشر في أمور داخلية لبلد مستقل يفترض أن ذلك من الممنوعات في البلدان الصديقة للولايات المتحدة ؟! ‏

أو ما معنى هذا التوحد للاعلام الفضائي المشبوه من جماعات «امبراطورية عاجل» الإعلامية في منظومة التوجيه المركزي للتغطية الإعلامية للوضع العربي على سورية, وفضائح شهود العيان المدفوعي الأجر القاطنين في عواصم دول الاعتدال كما كشفت لنا بعض رموز الاعلام العاملة في تلك الفضائيات الكبيرة ؟! ‏

ثم ما سر هذا الانقلاب المفاجئ لهذا المفكر العربي أو ذاك وهذا الصحفي العربي أو ذاك من العاملين في تلك الفضائيات وبدء حملة من الكتابات الصحفية من جانب هؤلاء ضد سورية بالذات وهم الممنوعون كما يفترض من إبداء آرائهم الخاصة لكونهم يعملون في فضائية معروفة ومشهورة ؟! ‏

أو ما هو سر ذلك الانقلاب المخزي لبعض رموز رجال الدين ومثلهم من المؤسسات التابعة لفقهاء السلاطين على توصيات ونظريات مؤتمرات حوار الأديان والحضارات والثقافات التي ظلوا «يطنطنون» فيها لسنوات في عواصم البترودولار والتي كانت تروج للتسامح والتفاهم والسلام الاقليمي والسلم الأهلي ما دام الاسرائيليون بحاجة إلى كل ذلك وإنجاحاً لعملية السلام المشبوهة كما نكتشف اليوم عيانا جهارا, بينما تصبح الآن أوامر وتعليمات الاغتيالات والقتل والتمرد المسلح وحرب العصابات هي البديل عندما تصبح سورية المقاومة في عين العاصفة وهي المستهدفة دولياً ويهودياً وصهيونياً ؟! ‏

ثم أين هو ميثاق العمل الصحفي وأين هي شعارات الرأي والرأي الآخر, وأين هو ميثاق الشرف العربي والاسلامي الذي يمنع الطعن في الظهر والانقلاب على ذوي القربى, إلى حد الانقلاب على الذات الانسانية وافشاء قيم الاحقاد الطائفية والمذهبية المقيتة وافشاء مقولات الاقتتال الداخلي بحجة نظريات الاكثرية والاقلية الديمقراطية, وهي التي لم تصمد في بعض العواصم الاخرى مادامت قريبة من أم الأشرار ورأس الأفعى واشنطن المكارة والغدارة ؟! ‏

فما الذي تغير حتى تصبح مطالب هذا الشعب فجأة انقلاباً على الدستور ومذهبية ومأجورة وتابعة للخارج وتهدد السلم الاقليمي ما يتطلب دخول قوات تدخل سريع من خارج البلاد, فيما تصبح في سورية المطالب شعبية وأصيلة حتى ولو على رؤوس الرماح , ويصبح النظام الذي يكافح من أجل السيطرة على الأمن والاستقرار هو المتهم بالقمع ؟! ‏

أقولها لكم اخوتي بكل صراحة: إن سورية اليوم تعاقب فقط لأنها رفضت التخلي عن منظمات الكفاح الفلسطيني في إطار صفقة دولية كان يراد فرضها على المنطقة, أو أن تعقد صفقة اقليمية دولية على حساب حزب الله والمقاومة اللبنانية بعد فشل مؤامرة المحكمة الدولية, أو أن تقطع علاقاتها الاستراتيجية مع إيران الثورة والمقاومة بعد أن فشلوا في إيقاف مشروع إيران النووي. ‏

أقولها لكم اخوتي المناضلين العرب والعجم في كل مكان: هذا هو أصل الحكاية, والحل هو الخروج من كذبة الديمقراطية الغربية المتبجحة هذه, وبالمقابل أيضا من كل أشكال فتاوى فقهاء السلاطين ومقولات النخب المأجورين الذين يتلونون ويتقلبون كما يتلون ويتقلب الحاكم على بنوك الذهب والفضة والتي باتت تزكم انوفنا بروائح النفط والغاز المنهوبين من ثروات الأمة في صفقات مشبوهة متحولة بين الفينة والاخرى حسب موازين صراع الدول الكبرى على مناطق النفوذ والحصص فيما بينهم. ‏

أخيرا وليس آخراً اخوتي وزملائي الكتاب الشرفاء والأحرار في كل مكان , أقولها لكم صادقا وانا المطلع على بعض خفايا الصراع على السلطة والثروة في هذه المنطقة الغنية بكل شيء: إن جزءاً كبيراً مما يدور على أرض سورية اليوم هو جزء مكمل من حرب تموز الاسرائيلية الغادرة على المقاومة اللبنانية والعربية الشريفة في لبنان, كما هو رد مباشر على انفلات عقال الانتفاضتين التونسية والمصرية من سيطرة إدارات الأزمة الأمريكية التي أسست خصيصا لهذا الحدث التاريخي الكبير. ‏

ثم انتبهوا جيدا من هذه الأكذوبة والخديعة التي تقول: إن العنف والقوة منبوذان بأي شكل كان وهو ما يتم الترويج له فقط عندما نبدأ في الدفاع عن أنفسنا كدول معتدى عليها أو قوى وشعوب تتعرض للحصار والتقتيل فنؤسس لمقاومات, بينما عندما يلجؤون هم إلى العنف يصبح عنفهم دفاعاً عن النفس والسلم والاستقرار. ‏

تذكروا جيدا بأن المشكلة وعبر التاريخين القديم والحديث لم تكن تتعلق بشكل أو بأسلوب أو بحجم النيران أو بالقوة المستعملة بقدر ما كانت المشكلة تتعلق بأن العنف المستعمل إنما استعمل باتجاه العدوان والظلم وسرقة حق الشعوب أو دفاعاً عن العدالة والحق والقيم العليا ؟. ‏

ومن هنا كانت نظرية العنف الثوري في مواجهة العنف الرجعي. ‏

أو الحرب العادلة مقابل الحرب الظالمة. ‏

إن سورية اليوم تتعرض لعدوان ظالم مكشوف وفي إطار مؤامرة دولية تتسع خطوطها يوماً بعد يوم وبالتالي فإن من حقها أن تدافع عن نفسها وبكل حزم بكل الوسائل المتاحة. ‏

ومن حقها علينا أن ندافع عنها بكل ما نملك من قوة ومن رباط الخيل نرهب به عدو الله وعدونا المشترك المتمثل بالصهيونية العالمية والشريرة أمريكا وكل توابعهما الصغار بأي شكل تلونوا أو «تظاهروا» والله غالب على أمره والعاقبة للمجاهدين. ‏
محمد صادق الحسيني - طهران

( الأربعاء 2011/04/20 Syria)

» الجزء الثاني..سورية في مواجهة العاصفة خفايا وأسرار..هواتف وشرائح أردنية وإماراتية
» "خفايا" اجتماع الوزراء العرب: قطر أعدت ورقة تطالب ببرلمان انتقالي في سورية
» الجزء الثاني..سورية في مواجهة العاصفة خفايا وأسرار..هواتف وشرائح أردنية وإماراتية

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

خفايا الانقلاب الإقليمي الدولي على سورية!

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني