شجرة المحلمية

بعد أن عينت واشنطن «روبرت فورد» سفيراً لها في دمشق خالجني حدس بأن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت سورية على قائمة الدول التي يستهدفها مخطط «الفوضى الخلّاقة» الذي تقرر تنفيذه في سياق «ثورات» ديكورية تضليلية وقد تكون مرجعية هذا الحدس ما أكّدته وثائق مركز ويكيليكس بخصوص دور السفارات الأمريكية الاستخباراتي التآمري غير الدبلوماسي عبر العالم، والرامي إلى إشاعة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، وبالتالي يفترض المخطط المذكور في جانبه المتعلّق بسورية وجود السفير الأمريكي على رأس عمله.

وللتذكير فقد سبق للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن أن صرّح قبل ست سنوات ونيف وبعد أن يئس من مواصلة الجيش الأمريكي الغازي مهماته باتجاه دمشق بفضل ضراوة المقاومة العراقية بأن «الخيارات العسكرية» هي من ضمن الوسائل المتاحة لبلاده في التعامل مع سورية لجعلها هي الأخرى قاعدة أمريكية، وجزءاً من خريطة النفط التي يسيطر عليها.
ومن ضمن هذه الوسائل التي تمهّد لتنفيذ «الخيارات العسكرية» كانت الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية وإنشاء أحزاب معارضة كحزب /الإصلاح/ الذي يقوده «فريد الغادري» وتمويلها وربطها بالكيان الصهيوني - زار فريد الغادري الكنيست الاسرائيلي أواسط سنة 2007، وصرّح بأن التغيير في سورية يجب أن يكون بمساعدة أمريكا واسرائيل التي طلب منها أن لا تنسحب من الجولان - ودعم أحزاب موتورة تاريخياً من النظام وذات مطامع للوصول إلى السلطة بأية وسيلة، ويتصدّر هذه الأحزاب حركة الإخوان المسلمين التي عبّرت مبكّراً عن استعدادها لتكون أداة في خدمة الأجندة الأمريكية، فقد أكد /روبرت بيير/ مسؤول الاستخبارات الأمريكي السابق، والذي عمل في لبنان لفترة طويلة في كتاب له حول /سقوط السي آي إي/ أن الإخوان المسلمين السوريين سبق وأن عرضوا في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد إبرام صفقة مع واشنطن تقضي بأن تبلغ الأخيرة الإخوان عن موعد إقلاع طائرة الأسد كي يقصفوها بصاروخ كانوا قد خبأووه قرب المطار، مقابل فتح صفحة تعاون واسعة بين الجانبين في حال سقوطه، وحسب وثائق مركز ويكيليكس فإنه لاحقاً «تم عقد صفقة بين إخوان سورية وواشنطن برعاية تركية ومباركة خليجية متحمسة تستهدف نظام الرئيس بشار الأسد إذا ما تأخرت سورية في القيام «بإصلاحات» أولها إلغاء قانون الطوارىء..؟!! وقد أكد ذلك المؤرخ والصحفي المختص بالتحقيقات الأمريكي /ويستر تاريلاي/ عندما صرّح لقناة /روسيا اليوم/ بأن هناك تحالفاً بين الولايات المتحدة والإخوان المسلمين ضد النظام السوري.
وقد أثار ارتباط الإخوان المسلمين السوريين بالأجندة الأمريكية نظراءهم الإخوان المسلمين في مصر الذين يتّهمون إخوان سورية بالانحياز إلى المشروع الأمريكي الصهيوني، وخاصة بعد تشكيل ما يسمّى «جبهة الخلاص» وقد وصف إخوان مصر الأحداث في سورية بأنها نوع من التناحر وإراقة الدماء» محذّرين من أي تدخل خارجي، في حين ما فتىء زعيم الإخوان البيانوني والسابق عصام العطار يوجّهان النداءات التحريضية لمواصلة أعمال العنف، علماً أن الإخوان المسلمين سبق وأن استخدموا الأسلحة وارتكبوا جرائم قتل واغتيالات آثمة في حماة، حلب، واللاذقية، أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي، وفتحوا مراكز تدريب على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في الموصل شمال غرب العراق غداة احتلال الجيش العراقي للكويت سنة 1989، وبالتالي فإن بروز دورهم التخريبي في الأحداث الحالية التي تشهدها سورية مخطط له مسبقاً وليس مجرّد ركوب مرتجل لهذه الأحداث التي يتطلّب في سياق التحضير لها أيضاً تهيئة سياسيين وإعلاميين سوريين وعرباً من خلال إعادة تأهيلهم بتنظيم زيارات دوريّة لهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الدعاية لنمط الحياة اليومية الأمريكية بإقامة مطاعم المأكولات الأمريكية السريعة التي كان أبناء عبد الحليم خدام من بين وكلائها في سورية، علماً أن هذا السلوك الأمريكي الممهد للفوضى الخلاقة شمل جميع الأقطار العربية المستهدفة.
ولأن المشروع الصهيو - أمريكي يسعى إلى جعل اسرائيل مركز «الشرق الأوسط الجديد» الذي كان «شيمون بيريز» قد دشّن الدعوة إليه كما كانت /كونداليزا رايس/ قد بشّرت بولادته سنة 2006، عندما ظنّت أن العدوان على لبنان سيكون مخاض هذه الولادة السوداء، ولا تزال إدارة باراك أوباما تنتظر هذه الولادة الشريرة من رحم «ثورات الفوضى الخلّاقة» فإن استهداف استقرار سورية يقع في صلب المخطط الصهيو - أمريكي للحؤول دون تحول سورية إلى دولة اقتصادية قوية في المنطقة، «فالسوريون يتمتعون بخبرة كبيرة في المجالات التجارية، ويمتلكون حسّاً صناعياً لافتاً»، وأثبتت مواجهتهم لسنوات الحصار الطويلة قدرتهم على إطلاق قطاعات صناعية هامّة وحسّاسة بكوادر متخصصة»، وبذلك هدّدوا مكانة اسرائيل المفترضة على هذا الصعيد إلى جانب دعمهم المعلن لمقاومة الاحتلالين الاسرائيلي والعراقي في فلسطين والعراق، وتأكيدهم على ضرورة الفصل بين هذه المقاومة التي تبرّرها القوانين والشرائع الدولية، وبين الإرهاب الذي تمارس الولايات المتحدة واسرائيل جميع أشكاله تحت شعار مكافحته المزعومة.
ومن مفارقات السياسة الأمريكية التي تقف مباشرة وراء ما شهدته وتشهده بعض الدول العربية من أحداث عنف وتخريب وهدر دماء أنها شجّعت إعلان حالة الطوارىء رداً على ما شهدته أحداث تونس ومصر من تخريب ونهب وإسالة دماء، بينما يعتمد «حلفاؤها» كي لا نقول عملاؤها من إخوان مسلمين وعصابات مسلّحة أخرى التخريب والحرق وسفك الدماء والفتن الطائفية والعرقية للضغط على الحكومة السورية كي ترفع قانون الطوارىء.
والصفيق حقاً أن الذراع الإعلامية المتشعبة لهذا المخطط الصهيو - أمريكي التي كانت تسوّق مقولة أن الفوضى التي أفضت إليها بدعة «تصدير الديمقراطية الأمريكية» إلى العراق بالدبابات والقاذفات ضريبة لابدّ أن يدفعها الشعب العراقي قبل أن يقطف ثمار هذه «الديمقراطية»، هي نفسها تسوّق الآن مقولة مفادها أن الفوضى التي تشهدها تونس ومصر الآن هي «ضمانة» أن لا يستبدل هذان القطران ديكتاتورية هرمة بأخرى شابة وبالتالي على التونسيين والمصريين أن ينتظروا عاماً أو عامين وربما أكثر قبل أن يستمتعوا بثمار الإصلاحات الديمقراطية المنشودة، بينما في الوقت نفسه تُحرّض هذه الذراع الإعلامية الشارع السوري الموعود بإصلاحات ديمقراطية من ضمنها سن قوانين جديدة تؤمن تعددية سياسية حقيقية، وإعلاماً حرّاً، وحرية تعبير، وإرادة ناجعة، وإلغاء قانون الطوارىء، وإعادة توزيع عادل للثروات، ومكافحة الفساد في أجل لا يتجاوز الأشهر، كي لا نقول الأسابيع، فتشكّك هذه الذراع الإعلامية المشبوهة بوعود الحكومة باذلةً أقصى جهود وأساليب التضليل التحريضي مؤكدة أن المطلوب ليس أن يحصل المواطن السوري على «العنب الديمقراطي»، بل إطاحة الناطور الوطني الذي يُشكّل عقبة كأداء أمام إقامة شرق أوسط صهيو - أمريكي!.
هادي دانيال: كاتب سوري مقيم في تونس - البعث ميديا

( الاثنين 2011/04/18 Syria)

» وزير سابق: 14 آذار تنفذ مخطط اميركي صهيوني
» خلافات بين سفير فرنسا في دمشق ومتطرفي وزارة الخارجية الفرنسية
» باحث بريطاني: ما يحدث في سورية تمرد مسلح مخطط له منذ زمن

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

تعيين سفير أمريكي في دمشق جزء من مخطط صهيوني - أمريكي لاستهداف سورية

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني