الحاجة
إلى البقاء في البطولة والضرورة التي تفرضها الخسارة ذهابا تطلقان السؤال:
كيف سيخوض ريال مدريد مباراة إياب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا أمام
برشلونة؟
وتجبر الهزيمة صفر /2 على استاد "سانتياجو برنابيو" الفريق الذي يدربه
البرتغالي جوزيه مورينيو على أن يخاطر في مباراة غد الثلاثاء رغم إقامتها
في "كامب نو".
وفي ظل ذلك كله ، ما الذي سيفعله البرتغالي؟ هل سيتخلى عن فلسفة اللعب
المحافظ التي اتبعها في لقاءات الكلاسيكو الثلاثة التي أقيمت خلال
الأسبوعين الماضيين؟ هل سيراهن على الهجوم في كامب نو ، في الوقت الذي لا
يزال فيه شبح الخسارة 5/ صفر في الدور الأول من الدوري الأسباني ماثلا أمام
ناظريه؟ ريال مدريد يراهن على آخر أوراقه هذا الموسم قبل نحو شهر كامل من
انتهائه.
وأكد لاعب التنس المصنف الأول عالميا رافاييل نادال والمعروف بعشقه لفريق
العاصمة أمس الأحد "ريال مدريد لا يحتاج إلى معجزة ، لكنه في موقف عسير.
بيد أنني كرياضي ، أعتقد أنك عندما تنزل إلى الملعب ، فإنك على استعداد لأن
تموت".
وتمثل مباراتا الدور قبل النهائي في البطولة الأوروبية وضعا غير معتاد
كثيرا بالنسبة لنادي العاصمة الأسبانية ، فهي المرة الأولى خلال مباريات
الكلاسيكو الأربعة التي ضربها له القدر مع غريمه برشلونة ، التي يكون فيها
مجبرا على تحقيق الفوز في الوقت الأصلي من أجل البقاء في إحدى المنافسات.
ففي مباراة الدوري التي أقيمت في 16 نيسان/أبريل الماضي ، كان الفريق بحاجة
إلى تقليص فارق النقاط الثمانية مع برشلونة ، لكن كانت هناك ست جولات أخرى
من البطولة في الانتظار ، قد تمنحه فرصة الاقتراب أكثر.
ويكمن اللغز الرئيسي في المنهج الذي سيتبعه مورينيو في مباراة غد. وحتى
الآن ، قاده رفضه طرق اللعب التي تعتمد على السيطرة على الكرة ورهانه على
الأداء الدفاعي إلى مباريات مغلقة ووضع ريال مدريد بعيدا عن المرمى
الكتالوني.
كما أن البرتغالي بدا وكأنه يفقد جزءا من الثقة في رجال مثل الأرجنتيني
جونزالو هيجوين والفرنسي كريم بنزيمة ، رغم أنه قد أبدى حاجته إليهما كثيرا
عندما كانا مصابين في منتصف الموسم ، والآن نقلهما إلى الخطط البديلة.
كما يجبر غياب المدافعين البرتغالي بيبي وسيرخيو راموس المدرب على أن يحرك
بعض أفراده من مراكزهم الأصلية في "كامب نو"، ومع إصابة الألماني سامي
خضيرة قد يلجأ المدرب إلى لاعب وسط يميل للهجوم إلى جوار الفرنسي لاسانا
دياراة وتشابي ألونسو.
ويرى هيجوين أن "لدينا فريق يستطيع التأهل إلى النهائي. يمكن تحقيق ذلك ،
لابد من اللعب بثقة وتواضع. إذا كانوا هم قد فازوا علينا هنا ، فنحن يمكننا
ذلك هناك".
كما يمثل لقاء الثلاثاء تجربة للعلاقة الحقيقية التي تجمع مورينيو بلاعبيه.
فبعد مباراة الذهاب ، وصل الأمر بنجمه ومواطنه كريستيانو رونالدو إلى أن
يعرب عن ضيقه إزاء طريقة اللعب ، فيما أكدت صحيفة "الباييس" أن العديد من
لاعبي الفريق قد انتقدوها.
ويعرف مورينيو أن الرهان على الهجوم أمام برشلونة قد يفتح مساحات شاسعة في
دفاعه أمام فريق جوسيب جوارديولا ، مثلما حدث في مباراة الخمسة ، لكن في
المقابل سينهي الخروج من الدور قبل النهائي للبطولة القارية موسم الفريق
الملكي فعليا.
يقترب التحدي الكبير ، الذي سيكشف عن كثير لريال مدريد ولمورينيو. مباراة
الثلاثاء قد تضع على المحك مدى وفاء البرتغالي لمبادئه الكروية ، وكذلك
قدرته على السباحة ضد التيار.