تتجه
أنظار عشاق كرة القدم في أنحاء العالم غدا الثلاثاء الى النجم الأرجنتيني
ليونيل ميسي مهاجم فريق برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم فريق
ريال مدريد، وذلك عندما يلتقي عملاقا الكرة الأسبانية غدا الثلاثاء للمرة
الرابعة خلال 18 يوما.
غير انه من المتوقع ألا يقل الاهتمام غدا بالبرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب
ريال مدريد الحالي، عندما يستضيف برشلونة مباراة العودة بالدور قبل
النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا.
فالمدرب ، الشهير بلقب "الخاص" ، لن يكون جالسا على مقاعد فريق ريال مدريد
بالاستاد ولكنه سيجلس في المدرجات وسط مجموعة من حراس الأمن الذين سيتولون
حمايته من جماهير برشلونة العدائية.
لن يسمح لمورينيو بالنزول إلى قرب خط الملعب لتوجيه لاعبيه بعد طرده في
مباراة الذهاب التي فاز بها برشلونة 2/ صفر الأسبوع الماضي بهدفين حملا
توقيع النجم ميسي. طرد مورينيو في هذه المباراة لاعتراضه القوي على إشهار
البطاقة الحمراء لمدافع ريال مدريد بيبي.
أثار مورينيو بعدها دهشة عالم كرة القدم بهجومه الغاضب عقب المباراة على اتحاد الكرة الأوروبي واتهامه بمنح "معاملة خاصة" لبرشلونة.
من المقرر أن يصدر اتحاد الكرة الأوروبي حكمه في هذه المسأله يوم الجمعة
المقبل، مع احتمال مواجهة مورينيو لعقوبة الإيقاف أربع مباريات (أي حضور
أربع مباريات من المدرجات) إلى جانب توقيع غرامة مالية كبيرة بحقه بسبب
هجومه الغاضب.
تحظى مباراة الغد بأهمية كبيرة بالنسبة لمورينيو ، فليس هناك أدنى شك في أن
جماهير الكرة حول العالم ستدقق في كل إيماءة أو حركة تصدر عن المدرب
البرتغالي بحثا عن أي علامة جديدة على سوء سلوكه أو غطرسته المزعومة أو
استفزازاته المشينة.
يعتبر مورينيو العدو الأول لجماهير برشلونة منذ نحو عام، اي منذ قاد إنتر
ميلان للإطاحة بحامل اللقب الأوروبي السابق من بطولة دوري الأبطال قبل أن
يواصل إنتر مشواره في البطولة الأوروبية ليحرز اللقب.
وبعدها ارتكب مورينيو الخطيئة التي لا تغتفر بالنسبة لجماهير برشلونة
بتوليه تدريب ريال مدريد ، ليصبح أغلى مدرب في العالم ، رغم أنه سبق له
العمل مع برشلونة.
عمل مورينيو مع نادي برشلونة فيما بين عامي 1996 و2000 ، في البداية كمترجم
للمدرب بوبي روبسون وبعدها بكتابة التقارير الفنية للمدرب لويس فان جال.
وفي عام 2008 ، عندما انتهى عهد برشلونة مع مدربه السابق فرانك ريكارد
والذي امتد خمسة أعوام كان العديد من مسئولي النادي يريدون تعيين مورينيو
بديلا له، ولكن رئيس النادي الكتالوني آنذاك خوان لابورتا فضل تعيين بيب
جوارديولا ، وهو القرار الذي أثبت صحته، بل وجدارته لاحقا.
تحول مورينيو إلى رمز مكروه في "كامب نو" خلال ال12 شهرا الأخيرة منذ قبل
النهائي العاصف بدوري الأبطال بين برشلونة وإنتر في الموسم الماضي.
طوال الموسم الحالي من الدوري الأسباني ، دأب مورينيو على اتهام اتحاد
الكرة الأسباني بمحاباة برشلونة في المعاملة، في حين اتهم مدربي الفرق
الأخرى بالتساهل في مبارياتهم أمام برشلونة.
زادت شعبية مورينيو بشكل كبير بين جماهير ريال مدريد، خاصة بعدما قاد
الفريق الملكي للفوز على برشلونة 1/ صفر في نهائي كأس ملك أسبانيا في 20
نيسان/أبريل الماضي.
ولكن أحداث مباراة 27 نيسان/أبريل دفعت العديد من جماهير ريال مدريد تأييدها للمدرب البرتغالي.
فقد دفع مورينيو في ذهاب الدور قبل النهائي بدوري الأبطال بتشكيل دفاعي بحت ولم يكن هناك سوى رونالدو كلاعب منفرد في خط الهجوم.
وفرض برشلونة سيطرته على المباراة منذ الدقيقة الأولى مما بعث شعورا
بالكآبة داخل أرجاء "استاديو بيرنابيو". واكتفى فريق مورينيو بالاستحواذ
على الكرة بنسبة 21% وبتسديدة واحدة على مرمى برشلونة طوال المباراة قبل أن
يغرقه ميسي بهدفين قاتلين.
وبعدها أثار مورينيو استياء العديد من جماهير ريال مدريد عندما أعلن صراحة
أنه كان يلعب من أجل التعادل السلبي ، وهو الأمر الذي لم يسمع من قبل من أي
من مدربي ريال مدريد.
ثم زاد مورينيو الأمر سوءا عندما قال إن مباراة العودة ستكون "مهمة
مستحيلة" ، وهي خطيئة أخرى من مدرب لفريق دائما ما يفخر بأنه لا يستسلم
أبدا.
ففي عام 2008 ، أقيل الألماني بيرند شوستر من تدريب ريال مدريد لأنه قال إنه "من المستحيل" أن يفوز فريقه على برشلونة في "كامب نو".
فهل يمكن أن يواجه مورينيو المصير نفسه بنهاية هذا الموسم رغم أنه قاد ريال مدريد بالفعل للقبه الأول منذ أيام شوستر؟
أشارت استطلاعات الرأي بين الجماهير والمدونات الجماهيرية على الإنترنت
إلى أن شعبية مورينيو تراجعت بشكل كبير في الاونة الاخيرة، خاصة بعد هزيمة
ريال مدريد 2/3 على ملعبه أمام المتواضع سرقسطة بالدوري الأسباني أمس الأول
السبت.
يتخلف ريال مدريد حاليا عن برشلونة بفارق ثماني نقاط، مع تبقي أربع مراحل فقط على نهاية الموسم.
وفي حال تعرض ريال مدريد لهزيمة جديدة غدا، خاصة أمام خصمه الأزلي برشلونة ، سيزيد هذا الأمر من تأزم موقف مورينيو بالنادي.