شجرة المحلمية

ريما الرفاعي

زيارة الرئيس بشار الأسد الثانية إلى تركيا تعطي العلاقات السورية – التركية دفعة قوية وتسهم في تأكيد الدور الإقليمي للبلدين اللذين تنمو علاقاتهما بشكل مطرد قد يصل إذا تواصل بالوتيرة نفسها في الوصول إلى درجة الشراكة الإستراتيجية بالنظر إلى المصالح أو الرؤى المتماثلة بين البلدين بالنسبة للعديد من شؤون المنطقة خاصة العراق والقضية الفلسطينية، فضلاً عن التنسيق الأمني وتحديد الأخطار الإستراتيجية على المنطقة ابتعاداً عن التوصيفات الملتبسة والمشبوهة أحياناً التي تسوقها واشنطن والقوى الغربية في سياق ما يسمى الحرب على الإرهاب.لا شك أن سياسة تركيا الخارجية، وخاصة في محيطها العربي والإسلامي شهدت تغييرات ملموسة منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، وتأثرت قبل ذلك بحدثين كبيرين هما أحداث 11 أيلول والحرب الأخيرة على العراق، فضلاً عن المماطلة الأوروبية في مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وقد ساعدت هذه الأحداث في إعادة صياغة سياسة تركيا الخارجية لتكون أكثر انفتاحا على محيطها العربي والإسلامي من خلال المشاركة النشطة في دفع جهود السلام العربية– الإسرائيلية على المسارين السوري والفلسطيني، وفي تحقيق المصالحة الوطنية في لبنان وفلسطين، فضلاً عن التعاون مع دول الجوار لتطويق الآثار السلبية لأحداث العراق على دول المنطقة خاصة في الشق الكردي منها. ويشكل استضافة تركيا لمؤتمر اسطنبول مطلع الشهر المقبل الخاص بدول الجوار العراقي أحدث مساهمة تركية في هذه المجهودات.

الدور التركي في المنطقة

كان الدور التركي في فترة الحرب الباردة محكوماً بوصف تركيا جزءاً من المعسكر الغربي- الأطلسي في مواجهة المعسكر الشيوعي. وهذا الخيار هو الذي حدّد لها تحالفاتها وصداقاتها وصراعاتها. وبعد انتهاء الحرب الباردة، برزت توازنات جديدة، ووجدت تركيا نفسها أمام تحديات وتهديدات جديدة تفترق مع سياسات غربية أساسية تجاه تركيا ومحيطها الإقليمي. ولم يعد الشرق الأوسط بالنسبة لتركيا، كما كان خلال الحرب الباردة، كتلة واحدة له أهمية هامشية تتصل فقط بالفضاء الأمني لتركيا دون النظر إلى إطار أوسع ثقافي واقتصادي وسياسي. وبالمقابل فإن سياسات واشنطن المختلفة خاصة المتعلقة بتشجيع الأقليات الدينية والقومية في البلقان وآسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط، على التمرد والاستقلال دفع تركيا إلى إعادة حساباتها لمواجهة التحديات الجديدة.

ولا شك أن العامل الأمني سيظل له دور حاسم في تحديد أبرز ملامح السياسة الخارجية التركية في الشرق الأوسط، لأنه يتصل بالحفاظ على وحدة الأراضي التركية. فالهواجس التركية إزاء نشاطات حزب العمال الكردستاني الذي كان يسعى لاستقلال جنوب شرق البلاد، ساهم في توجيه تركيا إلى التحالف مع إسرائيل وتوقيع اتفاق التعاون والتدريب العسكري بين تل أبيب وأنقرة في شباط 1996. وهذه القضية كانت أساس الخلاف السوري مع تركيا ووصول العلاقات بينهما إلى حافة الحرب في نهاية صيف 1998. وحين طويت مشكلة حزب العمال الكردستاني والتوقيع على اتفاقية أضنة في 20 تشرين الأول من العام المذكور، بدأت العلاقات التركية- السورية مسيرة انفتاح لا تزال تتواصل بقوة وثبات.
كما أن المشكلة الكردية في شمال العراق كانت وراء التعاون بين النظام العراقي السابق وتركيا التي كانت تقوم بتوغلات منتظمة في تلك المنطقة طوال فترة التسعينيات.

مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002 شهدت علاقات تركيا الخارجية منعطفات كثيرة بشأن مفاوضات العضوية مع الاتحاد الأوروبي وكان هذا هو الإنجاز الأبرز للحزب داخلياً وخارجياً، وهو التخلي عن السياسة الأحادية باتجاه سياسة أكثر توازناً وأكثر انفتاحاً تالياً على العالمين العربي والإسلامي بما في ذلك سورية وإيران ودول الخليج العربي، وحافظت في الوقت نفسه على علاقاتها مع إسرائيل، بل أقامت أيضاً علاقات مع حركة حماس، ما مكنها دائماً من طرح مبادرات وأفكار لتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين.

ورغم أن المشاريع الأميركية الخاصة بما يسمى نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط لطالما ضربت المثل في النموذج التركي بالنسبة للدول العربية والإسلامية، إلا أن أحداث 11 أيلول وما أفرزته من سياسات أميركية تتصل بما يسمى الحرب على الإرهاب إضافة إلى الحرب الأميركية على العراق، دفع تركيا في مواضع كثيرة إلى الوقوف في الموقع المقابل بل على التضاد من السياسات الأميركية في المنطقة. وقد بذلت تركيا جهداً كبيراً لمنع نشوب الحرب ورفض برلمانها فتح الأراضي التركية للقوات الأميركية غير أن الحرب وقعت واستجرت معها مجموعة من المتغيرات التي أثرت بشكل كبير في تغيير التفكير التركي الإستراتيجي إزاء العراق والمنطقة حيث ينتقل العراق باطراد من الصيغة الوحدوية إلى الصيغة الفيدرالية وهو ما ينعكس سلبياً على مجمل الدول المجاورة وقاد كل ذلك إلى إضعاف أوراق تركيا داخل العراق في ظل الفيتو الأميركي على ذلك.

العلاقات السورية– التركية

كان لمشاركة الرئيس التركي أحمد نجدت سيزار في تشييع الرئيس الراحل حافظ الأسد دلالات رمزية مهمة ودور في الدفع بهذه العلاقات نحو الأمام بعد أن كان يسودها التوتر قبل توقيع اتفاق أضنه الأمني عام 1998.

وجاءت زيارة الرئيس بشار الأسد لتركيا عام 2004 وهي الأولى لرئيس سوري إلى تركيا منذ استقلال سورية لتسهم في تحسين العلاقات بين الجانبين في مختلف الجوانب. ومنذ ذلك الوقت عمل الجانبان على تطوير العلاقات الثنائية بينهما ليس في المجال الأمني فحسب، بل كذلك في المجالين الاقتصادي والعسكري وتبادل الجانبان الزيارات التي أثمرت عن التوقيع على مجموعة كبيرة من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والمالية أدت إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما من 600 مليون دولار عام 2000 إلى أكثر من مليار دولار عام 2003 وسط مطالبة من الجانبين بضرورة رفع هذه النسبة إلى مليار ونصف مليار دولار في ظل التطور الكبير الذي تشهده العلاقات الاقتصادية بينهما والقيام بمشاريع مشتركة.

واللافت أن التعاون الأمني بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وتسليم المجرمين والهجرة غير الشرعية شكل أساس تطور التعاون في المجالات الأخرى. وقد تجسد آخر مظاهر التعاون الأمني بين الجانبين في قضية تسليم سورية 22 مشتبهاً به بتفجيرات استنبول وهو الأمر الذي لاقى ارتياحاً كبيراً في أنقرة التي بادرت إلى إرسال عدد من أعضاء برلمانها لشكر الحكومة السورية على تعاونها.

وتبدو العلاقات السورية– التركية اليوم أمام مرحلة من التكامل الإقليمي أساسه توافر الإرادة السياسية والرغبة في جعل العلاقات بين البلدين في أفضل أشكالها خدمة لسياسات البلدين الداخلية والخارجية ولمواجهة التحديات المختلفة خاصة في مرحلة الاحتلال الأميركي للعراق.

والتحول الايجابي في العلاقات السياسية للبلدين بدا واضحاً في تماثل موقف البلدين إزاء الوضع في العراق سواء في الفترة التي سبقت الحرب أم في ما تلاها، حيث عارض البلدان الحرب على العراق، وأيدا الحفاظ على وحدة واستقلال العراق، وأطلقا خلال الحرب وبعدها ملاحظاتهما على حركة الأكراد العراقيين وسياستهم خاصة موضوع الفيدرالية.
وقد أتاح هذا التحسن في العلاقات لتركيا القيام بدور الوسيط لدفع مسيرة المفاوضات بين سورية وإسرائيل، إضافة ربما إلى مساعي تركيا لتحسين العلاقات السورية- الأميركية، وهو ما حاول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان القيام به في القمة التي جمعته مع الرئيس الأميركي جورج بوش العام الماضي في واشنطن، والتي اتخذ خلالها أردوغان موقف المدافع القوي عن سورية على حين أعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان خلال جولته الأخيرة في المنطقة بأنه قد يسعى إلى ترتيب لقاء بين وزير الخارجية وليد المعلم ونظيرته الأميركية كونداليزا رايس خلال مؤتمر اسطنبول الخاص بالعراق مطلع الشهر المقبل.

وفي تصريحاته الأخيرة، أشار الرئيس الأسد إلى أن الوساطة التركية مع إسرائيل بدأت في العام 2004 ليعود الأمر ويطرح مرة أخرى لكن شيئاً لم يحصل على أرض الواقع إلا منذ نحو ستة أشهر حين أعيد طرح هذا الموضوع من قبل الأتراك موضحاً أن سورية لا تزال على موقفها وهو ضرورة صدور إعلان واضح من قبل المسؤولين الإسرائيليين برغبتهم بالسلام وإعادة الأرض إلى سورية. إضافة إلى ضمانات بأن الأرض ستعود كاملة مشيراً إلى أنه لا توجد ثقة مع الإسرائيليين وإذا كانت موجودة قليلاً في السابق فهي معدومة اليوم. ‏

وأكد الرئيس الأسد أن سورية تثق بتركيا وأنها أبلغت مسؤوليها بأنه عندما تأتي الضمانات يكون الجو أصبح مهيئاً للسلام.
والخلاصة أن ثمة مناخاً مناسباً لتدعيم العلاقات بين البلدين، والارتقاء بها إلى أعلى مستوى في المجالات كافة لأنها في الأساس ترتكز على علاقات تاريخية ومصالح متبادلة وعوامل جغرافية تساعد كلها في تحصينها وتحسينها.

» أنقرة تجدد رفضها فرض عقوبات على دمشق
» نتيجة حالة الاستقرار في البلاد السرية يدعو منتخب الكويت للعب في دمشق
» دمشق في دمشق والرياض في الرياض إلى أن تنكسر قواعد اللعبة

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دمشق - أنقرة.. ركيزتا الاستقرار الإقليمي

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني