آلام الشعب هي آلام سوريا



آلام تلم بكل الشعب السوري بكل طوائفه وأطيافه والذي يشهد بمرارة وأسى ما يحدث في بلدنا الغالي من دماءٍ ذكية طاهرة تنزف وتهدر من مؤامرات داخلية وخارجية تحاك من أجل الحرية المبهمة لسوريا، إنني لا أكتب اليوم مشهداً تراجيدياً أريد من خلاله استعطاف مشاعر أحد إنما ما أريد طرحه في هذه الورقة فكرة تؤرقني كما تؤرق الكثيرين من أبناء الشعب السوري الذين ينتظرون من الحكومة الجديدة القديمة الفرج والإصلاح المأمول منهم ...... ينتظرون فرصة يعبرون بها عن انتصار إصلاح كان على رأس الأجندة منذ عشر سنين مضت ولكن لم يبصر النور آنذاك .... و شاءت الأقدار أن يوضع في الأدراج لا منقذ له إلا صيحة مواطن وألم مظلوم ودم شهيد , هكذا أراد البعض لسوريا ....

لكنني دائماً أؤمن أن الخير الكامن في سوريا والشعب السوري سوف يبقيها محمية.



بعد تشكيل الحكومة وكلام السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد والذي كان موجهاً للوزراء كافة مع رئيسيهم والذي كان يحمل في توجيهاته المبينة المحددة كيفية بناء الثقة بين المواطن السوري وحكومته التي من المفروض أن تعبر عن حاجة الشارع من خلال ممارساتها وشراكاتها التي يجب أن تكون متواجدة على أرض الواقع ومع المواطن في طموحاته على أرض هذا الوطن, لكنها كانت ولا زالت رسماً من خيال لشرفاء لا يستطيعون التواصل مع هؤلاء الذين وكلوا بحماية المواطن من قبل السيد الرئيس الذي أوكل إليهم شأن المواطن وقال: التواضع ثم التواضع ثم التواضع ونحن لا زلنا ننتظر وننتظر وإلى الآن لم نشهد أي تواجد لهذه التوجيهات أو تطبيق للإصلاح في إستراتيجياتهم في التعامل وحل المشكلات التي خلقوها في ما سبق إما هم أنفسهم أو الوزراء الذين سبقوهم, وكأنهم يريدون بذلك زيادة الاحتقان في الشارع السوري وازدراء هذا المواطن الذي فتحت له أبواب القصر الجمهوري وأغلقت بالترباس أبواب الوزارات المعنية في قضاء حوائجه ...... هذا المواطن الذي بات يحتار في شأنه وشأن وطنه والذي يشعر أن حوائجه بات يتاجر بها الكثيرون ...

إنني لا أتكلم عن عبث على حساب الوطن لأن محبتي لوطني أكبر بكثير مما هو في داخلي من ألم شخصي من بعض ما آلمني من أشخاص حكموا فتحكموا بمصائر الناس وعلى حساب أحقادهم الشخصية الذي يريدون أن يدفع ثمنها وطن.....

المتألم يشعر بآلام الآخرين ومن خلال ألمه يخبر عن آلام الكثيرين الذين لم يستطع صمتهم أن يبقى مطبقاً على شفاههم, فعبروا بالصراخ والصيحات وهتافات لا علاقة لها بآلامهم فقط ولكنها تعبر عن ظلم أناس لم يكن لهم يوماً إلا احتقار الناس وإبعاد الحقائق عن أولياء الأمر وفي كثير من الأحيان قلب الحقائق وتكذيبها لصالح شؤونهم الخاصة......

أعود وأقول أن بعض الذين تمركزوا بوظائفهم يلعبون بآلام الناس وحوائجهم ويستخفون بعقولهم وكأنهم يضعون الزيت على النار ..... كفانا عبثاً بأمن هذا الوطن وليكن الوطن للجميع دونما الدخول في إطار الأنا....آن لنا أن نشهد قانوناً يعبر عن سوريا وطوائف سوريا وقيم سوريا وعدالة سماء الله في سوريا .... آن لنا أن نشهد الدولة المدنية بسوريا التي من خلالها يحترم المسلم والمسيحي والدرزي والعلوي ويقول أنكم كلكم من سوريا وإلى قانون سوري عادل جميعاً تحتكمون ....... آن لنا أن ندرك أن الوطن هو غاية الجميع وأننا لا نحميه إلا بالأيادي المجتمعة المحبة لسوريا الأبية التي لم تخضع يوما لمستبد استعماري يريد تقسيم الأسرة الواحدة إلى جماعات كارهة لبعضها لا تؤمن بالوحدة ولا محبة السماء ولا أن الخلق كلهم عيال وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله ..... آن لنا أن ندرك أن الغاية لا تبرر الوسيلة فليكن العقل والقلب هم من يوصلنا إلى قرار صائب يأخذننا إلى ما فيه خير البلاد والعباد وأمن الوطن والمواطن.....والسلام.