شجرة المحلمية

تُظهر الأحداث البريطانية مرة جديدة النفاق الغربي، وازدواجية المعايير، وتناقض الأقوال والأفعال والسلوك للأنظمة الحاكمة في أوروبا وأميركا، التي تدوس تحت أقدامها كل شعارات الحرية وحقوق الإنسان؛ من حرية المعتقد، أو التظاهر والتنقل.

ففي الوقت الذي تدين أميركا وأوروبا، ومن ضمنها بريطانيا، سلوك الأنظمة القمعية، وتدعم المتظاهرين في الدول العربية بحجة حرية التعبير والإصلاح، فإنها تقمع بالخيول والقتل حركات الاحتجاج والاعتراض الشعبية، المطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والصحية للمواطنين، وبالتراجع عن إجراءات الحكومة البريطانية التقشفية.

ففي بلدة هارنيجي التابعة للندن، والتي تضم توتنهام، لم يعد يتاح سوى فرصة عمل واحدة مقابل كل 54 عاطلاً عن العمل، وهنالك 8 مراكز شباب من أصل 13 في سبيلها إلى الإغلاق، ضمن خطة الحكومة لتقليص الإنفاق العام والأجور، وقامت الحكومة في السنة الماضية بتخفيض الميزانية المخصصة لتمكين الطلاب من استكمال دراستهم الأساسية، ما أجبر 630 ألف شاب على الخروج من التعليم نهائياً، وضاعفت المصروفات الجامعية 3 أمثال، معلنة وبصورة فجّة ولافتة أنه "لا مزيد من التعليم" في وجه أغلب الشباب .

لقد سارعت الشرطة البريطانية، وبشكل يثير الدهشة ومشابه للأنظمة القمعية، إلى قتل أربعة مواطنين (أسمر، وثلاثة باكستانيين مهاجرين) واعتقال أكثر من (1700) شخص، وزيادة عدد الشرطة من ستة آلاف إلى ستة عشر ألفاً، وتهدد السلطات باستعمال الرصاص المطاطي كمرحلة أولى وصولاً إلى الرصاص الحي وإنزال الجيش، وبقطع الاتصالات وتعطيل الفايسبوك والتويتر.. أما رئيس الوزراء دايفيد كاميرون فقد سارع إلى وصف المحتجين بالبلطجية والسارقين، وطردهم من بيوت المساكن الاجتماعية عقاباً لهم، ولجأ إلى الاستعانة بالخبرات الأميركية العنصرية والقمعية، عبر التعاقد مع رئيس شرطة نيويورك "ويليام براتون"، وتعيينه مستشاراً أمنياً له، وتسارعت وتيرة القمع في مدة لا تتجاوز الأسبوع منذ اشتعال شرارة الأحداث، والمثير أيضاً أن القتل يتم بناء على أسس عنصرية ضد المسلمين والآسيويين، كامتداد لظاهرة التطرف اليميني الذي كانت آخر مجازره في النروج على يد الإرهابي "لاندرس بريفيك"، لتحميل مسؤولية الأحداث والسرقات للجاليات الإسلامية المهاجرة إلى أوروبا، من أجل زيادة الهوة بين المواطنين والمهاجرين، وتضخيم الخوف من الإسلام "الإرهابي" و"المشاغب" الذي بدأ بعد أحداث أيلول 2001، واستعادة لمشهد الأحداث العنيفة التي وقعت في بريطانيا عام 1981 في بريكستون، والتي أفرزت تقرير "سكارمان"، الذي أكد أن جهاز الشرطة البريطاني "لا شأن له بالمناطق السوداء".. فالتجاوزات الأمنية بحق الشباب السود والآسيويين هي روتين يومي للشرطة البريطانية، حيث إن معدل توقيف شاب أسود وتفتيشه يفوق 26 مرة معدل توقيف الشاب الأبيض، وقد تحرك في بداية هذا العام الآلاف من جنوب لندن على خلفية قتل مغنٍّ "الريجاي" الأسود "سمايلي كلتشر"، الذي كانت معظم أغنياته تتحدث عن نظام الإفقار هذا، ومدى تورط الأمن مع النظام في قمع المهمشين والعمال، وعنصريتهم تجاههم، والذي ادعى رجال الشرطة أنه طعن نفسه لدى وجودهم في منزله..

المستغرب في الأحداث البريطانية، وقبلها الفرنسية، أن النصائح الأوروبية للآخرين، والإدانة التي يبادر إليها المسؤولون الأوروبيون لأي حدث في دول العالم الثالث، ومنها بعض الأمور البسيطة والطبيعية يتبناها الأوروبيون من خلفيات سياسية كاذبة، كما حصل مع الإيرانية سكينة أشتياني، التي اتهمت بالزنى وقتل زوجها بالتعاون مع عشيقها، حيث بادرت أوروبا إلى تبني هذه القضية لتشويه صورة النظام واتهامه بخرق حقوق الإنسان، وكذلك مع المتظاهرة ندى سلطاني التي قتلت بطريقة غامضة مقابل إهمال والتغاضي عن كل المجازر التي ترتكبها أميركا وحلف الناتو ضد المدنيين في أفغانستان وباكستان والعراق، وكأن القتل الغربي للمسلمين وقبلهم الفيتناميين أمر مشروع ومبرر بقرار من الدكتاتور الأميركي والغربي، حيث شرّع الأميركيون لأنفسهم انتهاك القوانين الدولية والدبلوماسية، وكل قوانين حقوق الإنسان، بحجة حماية الأمن القومي الأميركي، من دون الالتفاف إلى حقوق الأشخاص والجماعات، وكذلك فعلت أوروبا بقضايا منع الحجاب أو منع بناء المآذن.

إن الأحداث البريطانية قد كشفت عورة الأنظمة الغربية، وأظهرتها على حقيقتها العنصرية والقمعية، ابتداء من النازية والفاشية في إيطاليا وإسبانيا، وقبلهما الاستعمار الفرنسي والبريطاني في أصقاع الأرض، وتبيّن أن خلف هذا الوجه الناعم الأوروبي وحش عنصري واستعماري وقمعي، سرعان ما يتفلت من سجنه الوهمي ليُظهر طبيعته الشريرة ضد مواطنيه أو مضيفيه، كما ضد خصومه وأعدائه.

وهنا نسأل: ماذا سيكون موقف السلطات البريطانية لو أن مجموعات مسلحة قطعت شوارع لندن، أو ذبحت بعض رجال الأمن والشرطة؟

ماذا لو استضافت بعض الدول مؤتمرات لدعم المتظاهرين، أو دعمتهم بالمال والسلاح؟

أين نداءات مجلس الأمن لضبط النفس ونبذ العنف واحترام حقوق المواطنين في بريطانيا، وكذلك المهاجرين؟

هل المؤسسات الدولية أصيبت بالبكم والعمى، أم أنها متفرغة للهجوم على دول الممانعة والمقاومة في إيران وسورية، أم أن مفردات حقوق الإنسان لا تصرف في الساحتيْن الأوروبية والأميركية؟
. نسيب حطيط -الثبات

( الجمعة 2011/08/19 Syria)

» الخليج الإماراتية تنتقد ازدواجية المعايير للدول الغربية بشأن حق تقرير المصي
» محكمة يهودية تحكم على كلب “تلبسه” روح محامي بالرجم
» القرضاوي يعلن عن دعم الانتفاضة الشعبية في مصر .. وموسى يطالب بالاستماع لمطالب المتظاهرين

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

ازدواجية المعايير تحكم الغرب بريطانيـا تستعين بأميركا لقمع المتظاهرين

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني