شجرة المحلمية

بقلم رنا خطيب

هل الثورات العربية في عصرنا هذا تعني أن نسقط رأس الصنم ثم نركب رأسا جديدا إلى جسد الصنم البالي القديم ، وبعدها نقول لقد حققت الثورة أهدافها و كفى الله المؤمنين شر القتال؟

كعرب ثائرون على أنظمة الاستبداد و الحكم العربي من واجبنا أن نحدد أولويات مطالب الثورة كي نمضي ضمن خطوات منظمة بعد أن تكون كل خطوة قد حققت مطالبها ثم ننتقل إلى الأخرى حتى نصل إلى الهدف . فأول أولوية ملحة لنا ، و بدون جدال ، هي إسقاط الحاكم العميل المتآمر على وحدة الوطن أولا ثم الأمة العربية ثانية ..لأن انتمائه لعدو الأمة هو سلوك شاذ لا تقبله النفوس الطبيعية ، و هو خارج عن إرادة الإنسان العربي الذي منذ الأزل يرفض المحتل و يقاومه، ثم تأتي عملية الإصلاح الشاملة للمفاصل الفاسدة في الدولة و قد تكون مشاركة مع الحاكم إن كان مقبولا من الشعب و الشعب ، أو مع الشعب و المؤسسات الجديدة بعد سقوط الحاكم.

و إياكم ثم إياكم أيها العرب أن يكون هدفكم هو إسقاط الدولة بأمنها و قضائها و جيشها فهذا يعني عودة الخطوات إلى نقطة الصفر و اغتيال الثورة في قلبها .لكن يمكن إصلاح فسادها و تغيير الآليات العاجزة فيها. لنعود إلى مصرنا الحبيبة . قامت الثورة ، و سقط الصنم ، و الثوار في عملية سعي متواصل لإسقاط باقي الأصنام الفاسدة التابعة لمبارك ، لكن بدون الانتباه إلى سرعة الخطوات أو غضب الخطوات في سعيهم ، و هذا يجعلهم يقعون في مطبات و ثغرات كبيرة بسبب عدم ترشيد هذه الخطوات و تنظيمها .. هناك عمليات إيجابية تظهر في أثناء خطوات الهدم للقديم ، يقابلها أيضا سلبيات هي نتيجة التسرع و عدم وضوح الرؤية و انقياد بعضهم الانفعالي دون تحكيم مصلحة الوطن العامة على مصالحهم الخاصة ..لكن ـ و للأسف - لا يوجد مخططات لعملية بناء كبديل أخلاقي عن القديم .مما يتيح عودة الأصنام القديمة الموجودة و المتاحة بسبب تسارع و تصاعد أعداد الوصوليين للحصول على كرسي الصنم القديم . تشير المؤشرات المستمدة من المجتمع المصري بالتفافها حول البرادعي . فهل يكون البرادعي هو الرئيس المقبل لحكم مصر؟ و كلمحة موجزة عنه هو رجل مصري عاش أول حياته في مصر ، و درس فيها، و تخرج من كلية الحقوق ، ثم تابع دراسته في الولايات المتحدة ليحصل على دكتوراه في القانون الدولي ..عمل فترة قصيرة في الخارجية المصرية و في عدة مناصب أخرى ثم أستقر فيه المطاف ليشغل منصب رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية . و أعيد انتخابه فيها للمرة الثانية. ظهر على الساحة المصرية من جديد عندما بدأت تحضيرات لانتخابات رئيس جمهورية مصر العربية بدلا من مبارك ، و كان من الأسماء المرشحة للرئاسة القادمة هو البرادعي لكن شرطه بأن تكون الانتخابات وفقا للمعاير الدولية ، و هنا يجب أن نضع ألف استفهام على أنه يريدها بمعايير دولية و ليس بمعايير مصر! .قامت ثورة مصر فإذا هو في صدر المشاركين في ثورة التغيير ، و في المشاركة في مطالبة تنحي مبارك من الحكم ، و في وقوفه إلى جانب الشعب المصري الذي أعياه استبداد و ظلم هذا الحاكم .. و لتدعيم مواقفه الظاهرة في التغير بدأ يعزف على أوتار قلوب الشعب المصري المشتاق للتغير فشكلّ اللجنة الوطنية للتغير و خصّص لها موقعا ، و بدا يطرح الرؤى تحت سيل كبير من الشعارات تبدأ من إصلاح الدستور والانفتاح على عمل الإصلاح السياسي حتى وصل به الأمر عدم معارضته لحزب سياسي ديني ، بل أظهر حتى دعمه للإخوان في معركتهم مع الأحزاب الأخرى . .فبدأت دائرة تأييده تتسع و بدأ يظهر له مؤيدين تطالب بانتخابه ،و تشجع جميع فئات الشعب المصري مسيحي كان أم مسلم بانتخابه بالإضافة إلى مشروع دعمه عبر المواقع الالكترونية أو ضمن المظاهرات المتنوع في ساحة الميدان بمصر ، و كان اسمه من بين الأسماء المرشحة للانتخاب التي حصل فيها على النسبة الأكبر في الاستفتاءات الشعبية. و لأن الشك أصبح مطلبا أساسيا في عصر تغيب فيه مصداقية الأقوال و الأفعال ـ تتوارد إلى عقولنا الأسئلة التالية حول التفاف شرائح من المجتمع المصري حول البرادعي.فهل هناك دعم ماليا يغدقه البرادعي على مؤيدينه فيضمن ولائهم عند الانتخابات؟ أم هي قلة الخيارات المرشحة لانتخابات رئيس مصر رغم أنها تعدت الألف ؟ أم شعارات الطرح المغرية حول سياسة تدعم طموح الشعب المصري المتعطش للحرية و العيش الكريم ؟ أم هناك دعما قويا من قبل حلفاء مصر الغرب لتلميعه كونه عميل للإدارة الأمريكية الذي أثبت أنه كان مطيعا لها لأجل هذا انتخب للمرة الثانية كرئيس لوكالة الطاقة الذرية ؟. و هنا يكمن خوفنا..هو ولائه للإدارة الأمريكية ، و قد باتت الأمور مكشوفة للجميع بأن هناك دعما كبيرا لثورة التغيير في مصر من قبل أمريكا من خلال رصدها لأموال كبيرة تنفق على الانتخابات الديمقراطية المزعومة، و مشاريع التنمية ، و أيضا من خلال إعدادها للكوادر المصرية من خلال تدريبهم في منظمات أمريكية كمنظمة فريدوم هاوس مثلا خارج مصر ، هذا الدعم في الظاهر، لكن من جانب أخر غير معلن تسعى للالتفاف حول ثورة مصر لإجهاض مكاسبها ، و ما الديون إلا ثغرة تدخل منها أمريكا لتفرض أملاءاتها بشكل غير مباشر تزيد في مديونية مصر و هذا يعرقل خطوات تقدمها.و كل هذا ليس محبة بالشعب المصري ، بل حماية لمصالحها الجديدة في مرحلة جديدة لها معايير و مقاييس جديدة. و لأن مصر حليفة قوية لأمريكا وجب على أمريكا إيجاد منافذ أخرى لرعاية مصالحها داخل مصر بعد سقوط الحليف الراعي المخلص لأمريكا مبارك ، و هنا أعتقد أن البرادعي ، و ربما عمر موسى سيكون لهما الدعم الأكبر لإنجاح مساعيهم من خلال تلميع صورهم. لكن الشعب الواعي لا يمكن أن يخدع ببريق صورة حتى لو حاول الغير ترقيعها و تلميعها ..فمن منا سواء كان مصريا أم عربيا إلا إن كان خائننا للدم العربي ينسى ما فعله البرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية سابقا في العراق ، حيث كان النافذة الذي دخل إليها المحتل الأمريكي من خلال استغلال منصبه في الوكالة في تسهيل و دعم كل أسباب احتلال العراق و انتهاك شرفه و نهب ثرواته ، و قد تجلى هذا في تعاونه و خضوعه التام للإدارة الأمريكية و ذلك بتنفيذ مجموعة من الأعمال تبدأ بالتفتيش المستمر للعراق و لسنوات ، و التأكد من عدم وجود السلاح النووي ..فلو كان موجدا فعلا لما دخلت أمريكا ... و تسريع الجدول الزمني لعمليات التفتيش وفقا للمطالب الأمريكية كسبا للوقت لاستكمال التجهيزات العسكرية لشن الحرب الغاشمة على العراق ، و تهديدات قرارات مجلس الأمن، و اعتراف كاذب من قبل بعض المفتشين بوجود أسلحة الدمار الشامل في العراق ، ثم هم يعرفون ، و نحن نعرف ، و البرادعي يعرف بأن العراق لم يكن يملك قنبلة نووية فكيف بسلاح نووي آنذاك؟!!! .لكن تعاونوا مجرمو الحرب على العراق من البرادعي و النخبة الخائنة من العرب و أمريكا في هذه الكذبة لتبرير احتلال العراق و قتل و تشريد الملايين من العراقيين و تدمير البلاد و استمرار الحروب الطائفية و الأهلية حتى يومنا هذا .. ثم ردا لجميله تم مكافئة البرادعي على إخلاصه للمحتل الأمريكي و خيانته للمسلمين و العرب بمنحه جائزة نوبل للسلام و هي جائزة يهودية تمنح لمن يخدم المصالح الأمريكية و الصهيونية و خصوصا في الشرق الأوسط .

بالإضافة إلى نشاطه المخابراتي في تجسسه على الدول العربية مثل سورية و مصر و إيران حيث تتعارض مصالحهم مع مصالح أمريكا ليتابع نشاطهم في هذا المجال و يرسل فيهم تقارير مغلوطة يفرضها على تلك الدول في حين لم يقدر طوال فترة وجوده في الوكالة أن يرسل تقريرا في النشاط النووي الواسع لإسرائيل . و ما إحالة الملف الإيراني النووي إلى مجلس الأمن ، و ضرب موقع في سورية يشبه فيه أنه موقع لمفاعل نووي ، و إجبار ليبيا على تسليم أكثر من 500 طن من المعدات والوثائق المتعلقة بالبرنامج النووي لم يكتمل ، و الإضرار ببلده بمصر من خلال رفع تقرير بمخالفات مصر في مجال الضمانات النووية ، و كل هذا بسبب رفضها للتوقيع على البروتوكل الإضافي لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية لكي لا تضيق من نشاطها و تفرض عليها سيدا هو الوكالة يتحكم بأنفاسها في هذا المجال ..كل هذا ليس إلا دليلا على أنه رجل مخلص لأمريكا و خائن للدول العربية . كما نجده مؤخرا يعلن موقفه رسميا من اتفاقية الخيانة بحق مصر و العرب معاهدة السلام في برنامج " لقاء الصحافة " على شبكة : الـ أن بي سي " الأمريكية قائلا: "أعتقد أن الجميع يقول إنها "المعاهدة صلبة كالصخر". و أن مصر ستستمر في احترام معاهدة السلام مع إسرائيل، رابطاً ذلك بوجوب قيام دولة فلسطينية. وفي مقابلة مع شبكة «سي بي اس نيوز» قال البرادعي: ان «الفكرة القائلة انه في حال أصبحت مصر ديموقراطية فهي ستصبح معادية للولايات المتحدة ومعادية لإسرائيل هي فكرة واهية هذا هو الرجل البرادعي الذي لمع وجه فجأة في مصر من قبل مؤيدينه بعد أن كان غائبا عن مصر أكثر من أربعين سنة ..فهل يتجاهل شعب مصر العزيز فعل هذا الرجل الذي تآمر على العراق و دول عربية أخرى بأنه من السهل أن يتآمر على مصر و يكون لأمريكا عميلا استراتيجيا في مصر بامتياز .. على الشعب المصري أن يدافع عن ثورته بقوة بنبذ هؤلاء العملة المتآمرة على مصر و الدول العربية ، بل التشهير بهم و توعية الشباب المصري الذي لا يعرف تاريخ البرادعي ضد المسلمين و العرب ، و أن لا يخدعوا بصوت التغيير ممن كان خارج أوطانهم حتى لو أعجبه صوته.. كعرب نريد لمصر أن ترسخ مبادئ ثورتها على أرض الواقع لتكون نموذجا فريدا للثورات العربية الحديثة ، و أول خطوة تكون بإعادة موقعها في قلب العالم العربي و هذا لا يكون إلا بالتحرر من عدو هذه الأمة العربية ، و حرق كل اتفاقياته و معاهده ، و تبني الوجه الوطني لصناعة مصر العربية..

مع التحيات رنا خطيب كاتبة من سورية
رنا خطيب

( الأربعاء 2011/09/14 Syria)

» "الاوبزرفر" تتوقع اعادة انتخاب اردوجان رئيسا للوزراء في تركيا
» البناء : عبد العزيز الخميس يكشف أدوار قطرية وأميركية للتآمر على سورية
» اليويفا يختار بلاتيني رئيسا له لأربعة أعوام مقبلة

شجرة المحلمية

بعد طول انتظار!! نوكيا C1 و نوكيا C2 جوالات تعمل بشريحتين ” Dual Sim “

توقعات ليلى عبد اللطيف لهذا العام

قناة اورينت ((نوع جديد من خداع الشعب السوري ))

هل السريان هم اشورين

دراسة عن الكورد في سورية

بعد النجاح الكبير لألبومه الديني الإسلامي وائل جسار يحضر لألبوم مسيحي

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

رثاء متأخر - للشاعرة لوران خطيب كلش

شخصية الاسبوع - سعد الله ونوس- اعماله

أخطاء الماسنجر

اعطال لوحة الام Motherboard

دراسة عن المحلمية في سورية

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

هل سيقبل شعب مصر العزيز بالبرادعي رئيسا لمصر؟!!!..

عن القامشلي ماضيها وحاضرها

دراسة عن القبائل ( العربية ) في محافظة الحسكة

دراسة عن الجاجان والجركس في سورية

دراسة عن القبائل ( اليزيديون ) في سورية

دراسة عن الكورد في سورية

دراسة عن المحلمية في سورية

تعريف موجز عن السريان واللغة السريانية - الآرامية

هل التوراة الحالية كتاب اوحى به الله

من هم الاراميون - لمحة عن الحضارة الآرامية

الأرمن في سورية

هل السريان هم اشورين

لآشوريون - وبلاد اشور

كردستان رحم الزراعة الاولى

شجرة المحلمية

هجرة المحلمية

متى دخل المحلميون الاسلام

اليهود وحقدهم القديم الحديث على المسيحيين والفاتيكان

اليهود الصهاينة وعدائهم القديم الحديث للاسلام

مساهمات كردية في الحضارة الانسانية

قسم للتبادل والنشر الاعلاني