[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تعد آلام الظهر من الأمراض المنتشرة والتي
تهدد 80% من سكان العالم، والتي بسببها ينقطع المريض عن عمله لفترات طويلة
إذا لم يتم العلاج بشكل سليم، فالعمود الفقري هو السند الرئيسي لجسم
الإنسان ودونه لن يستطيع الإنسان إنجاز أية أعمال توكل إليه لصعوبة ذلك علي
حالته الجسمانية.
وقد لجأت المنظمات الطبية العالمية وفي محاولة منها
للتغلب على مثل هذه الأمراض إلى تكثيف مؤتمراتها وندواتها الطبية في مختلف
دول العالم للوصول لأقرب الحلول لعلاج هذا المرض قبل دخول إجراءات العمليات
الجراحية، والتي لم تنبت نجاحات مؤثرة حتى الآن، والأطباء والأخصائيون
والمشاركون في هذا التحقيق نجحوا في الاشتراك في كثير من هذه المؤتمرات
سواء كانت تتم داخل مصر أو خارجها .
واستطاعوا أن ينقلوا لنا أحدث العلاجات الموجودة في
العالم حالياً، وقد أكدوا على أن الأوساط الطبية العالمية نجحت في إدخال
تكنولويا حديثة لعلاج أمراض العمود الفقري، والتي تعتمد على عدة طرق وإن
كان أهمها على الإطلاق العلاج بالضوء أو بالطاقة، وشددوا علي مريض آلام
الظهر عدم التهاون في العلاج، لأنها عادة ما تؤدي للأورام.
ويقول د. إيهاب شلبي استشاري أمراض العظام بلندن إن
الأطباء بالخارج توصلوا مؤخراً لتكنولويا حديثة تحقق نتائج ملحوظة بالنسبة
للمرضى، وخاصة الذين يصابون بتآكل في الغضروف بفقرات الظهر، وهذه
التكنولويا الجديدة تعتمد علي علاج المرضى بثلاثة أنواع طبيعية من الطاقة:
الضوئية، والكهرومغناطيسية والضغط علي الفقرات، وهذه الطاقات تستخدم ولشهر
واحد فقط أو أقل من ذلك.
ويضيف د. إيهاب أن الطاقة الضوئية التي تعمل بالليزر
تقوم علي إدخال كمية معينة من الحرارة داخل الفقرات التي تعاني من الخلل،
ومن ثم تمتص جزيئات من الضوء لتنشيط عمل الفقرات وتجددها وتعالج الأعصاب
بداخلها، ومن المعروف أن الظهر عبارة عن سلسلة من الفقرات، وبين كل فقرة
وأخري يوجد ما يسمي بالديسك،.
والذي يعمل علي امتصاص الصدمات، ولكنه بعد فترة يحدث
له تآكل بسبب عدم وصول الغذاء المناسب، وأيضاً الأوضاع الخاطئة في الوقوف
أو الجلوس لأنها تضغط عليه بشدة، وبالتالي يفقد الديسك مرونته ويصبح مثل
(الكاوتش القديم) وكل هذه العوامل تضغط على أعصاب الفقرات.
فتحدث الآلام المزمنة، وتقوم هذه الطاقة الضوئية
باختراق الفقرات لتعديل وضعها من جديد، وتعالج الأعصاب ليستطيع بعدها
المريض ممارسة حياته دون ألم، وبالنسبة للطاقة الكرومغناطيسية، فيتم
توجيهها علي خلايا الفقرات بذبذبات معينة لإدخال الغذاء السائل إليها بهدف
إصلاح التلف الذي حدث في الديسك.
وعن النوع الثالث من العلاج بالطاقة يشير د. إيهاب
إلى استخدام جهاز معين على الفقرات ليعمل على تخفيض آثار الضغط الثقيل،
الذي حدث بها وإعادتها لوضعها الصحيح، وليدخل إليها الأوكسين والغذاء
وجزئيات من البروتين، وبعدها يتم الالتحاق السريع للديسك، وهذه التكنولويا
موجودة بالفعل في مصر في بعض المراكز الطبية الخاصة، وفي وحدة الروماتيزم
بمركز التأهيل التابع للقوات المسلحة.
وقد تم تجربتها بنجاح مع مصابين يعانون من آلام
الظهر والانزلاق الغضروفي. آلام الأطفال وقد أقرت إحصائية أن نسبة آلام
الظهر عند الأطفال 17% تحت سن 16 سنة يقول عنها د. خالد عبد الحليم مدرسة
جراحة العظام بالقصر العيني، ان آلام الظهر لدى الأطفال تقسم إلي مرحلة ما
قبل البلوغ وما بعده، وهي تظهر نتيجة التهابات أو وجود فيروس أو بكتيريا،
أو وجود أورام في النخاع الشوكي،.
وتحدث آلام الظهر بسبب وجود التهاب في منطقة ما
بالجسم مثل التهاب اللوز أو الانفلونزا أو وجود خراج في أي عضو بالجسم، ومن
ينتقل عن طريق الدم إلي الغضاريف الموجودة بين الفقرات وتسبب الآلام، وذلك
في السن الصغيرة وفي مرحلة ما بعد البلوغ تظهر آلام الظهر نتيجة ممارسمة
الرياضات العنيفة أو الإصابات الشديدة.
ويضيف د. خالد إنه من الممكن أن يصاب الطفل بمرض
«شورمان» وهو يؤثر على نهايات الفقرات والغضاريف نتيجة نقص في الدم، الذي
يقوم بتغذية هذه الالتهابات، ومن ثم يحدث لها انكماش، ويؤثر ذلك علي النمو
فيما بعد، وفي هذه السن يحدث الانزلاق الغضروفي القطني بنسبة %13 ومن أهم
أسبابه ممارسة التمارين العنيفة أثناء التدريبات قبل موعد المباراة
والأوضاع الخاطئة في الجلوس.
وحمل شنط المدارس وهي ثقيلة جداً، مما يؤثر علي
العمود الفقري، وينصح د. خالد الأمهات عند تكرار الشكوى من وجود آلام الظهر
لدى أطفالهن، أو وجود آلام لمدة شهر مصاحبة بسخونة وارتفاع في درجات
الحرارة، أو إذا كانت هذه الآلام تجعلهم لا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي
وتزداد خاصة في الليل بضرورة استشارة طبيب متخصص حتى لا تزداد الأمور سوءاً
أو يصبح العلاج صعباً.
مرضى الأورام
وبالنسبة لآلام الظهر عند مرضى الأورام يقول د. عمرو
شبانة مدرس أشعة تشخيصية بالمعهد القومي للأورام، أنه لا يجب أن يهمل مريض
الأورام آلام ظهره فور الشعور بها، لأنه لو تناسى الألم قد يحدث له شلل
رباعي يقعده عن الحركة، لأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأورام وآلام الظهر،
وتظهر آلام الظهر خاصة لدى السيدات المصابات بأورام الثدي، لأنها تتعلق
بخلل في الهرمونات.
وينتهي إما بهشاشة العظام أو كسور شديد لا يمكن
علاجها، أما بالنسبة للرجال، فإن أورام الرئة والبروستاتا تؤدي إلى آلام
شديدة في الظهر، وفي الأطفال ترتبط أورام الدم بآلام العمود الفقري، ويؤكد
د. شبانة أن وسائل التشخيص أصبحت متاحة للجميع، وخاصة بمعاهد الأورام ويعد
كبار السن أكثر الفئات من مرضى الأورام تعرضاً لآلام الظهر، لأن خلايا
البلازما من الدم تصاب الورم فتهاجم الجسم والفقرات وتهمد كثافة العظام
بسرعة، وهؤلاء لا يجب أن نغفل لديهم آلام الظهر.
التدخين وتأثيره
ويرى الخبراء والأطباء أن للتدخين آثاره الواضحة
والسلبية على آلام العمود الفقري وأيضاً رفاهية الحياة الحديثة ووسائلها
التي تجعل الفرد يخطئ التعامل مع ظهره، والجلوس بطريقة خاطئة أو أمام
الكمبيوتر لساعات طويلة يجهد الظهر بطريقة مزمنة ومستمرة ويؤذي الفقرات
القطنية والعجزية والعنقية، وبالتالي تزداد الآلام .
وقد تكون الآلام النفسية جزءا من آلام الظهر لدي
الأفراد الذين فشل معهم العلاج أو تتواجد لديهم مشاكل نفسية أساساً وعن
أنسب الأوقات للتدخل الجراحي لمرضي العمود الفقري، يقول د. رضا عوض رئيس
الجمعية المصرية لآلام الظهر إن اللجوء إلى الجراحة لا يكون إلا بعد فشل
العلاج بالعقاقير بثلاثة أشهر، كما أنها لا تصلح لجميع المرضى.
أما الأساليب الجديدة في هذا المجال لمعرفة تأثير
العلاج على المرضى في فترة قصيرة يقول د. عادل عدوي أستاذ جراحة العظام بطب
بنها أنه في مجال علاج هشاشة العظام، وخاصة في كبار السن تتم متابعة
عمليات البناء والهدم في العظام حتى يمكن القيام بعملية توازن بينهما،
فيستجيب المريض للعلاج في وقت سريع، أما بالنسبة للسيدات فبعد انقطاع الطمث
عند السيدات يحدث خلل في الغدد والهرمونات تنتج عنه هشاشة العظام، ومن ثم
يحدث ضعفاً في العظام .
وتحدث الكسور بعدها بسهولة ويتم تحديد معدلات الهدم
والبناء في العظام، وذلك عن طريق أخذ عينات بسيطة من الدم أو البول، وذلك
بدلاً من اللجوء للطرق التقليدية والتي تستغرق وقتاً طويلاً، ولكن بمعرفة
معدلات البناء والهدم ونستطيع التأكد من فعالية العلاج بعد 3 أشهر فقط من
بدايته، وقد نجحت هذه التجربة على 54 مريضاً وكانت الاستجابة أفضل للعلاج.